مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من نعم الله تعالى على عباده أن جعل لهم من الطيبات ما يأكلون، وأن أباح لهم من رزقه ما يشاءون، وقد حثنا الله تعالى ورسوله على أكل الطعام والشراب، وأمرنا بالاعتدال في ذلك، ونهاه عن الإسراف والتبذير، ومن الأحاديث النبوية الشريفة في هذا الصدد:
1- فضل الأكل والشرب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة”.
وفي رواية أخرى: “إن الله ليحب العبد التقي النقي يأكل الطعام ويشرب الشراب ويحمد الله عليه”.
قال ابن القيم رحمه الله: “الأكل والشرب من أعظم النعم وأجلها، وبهما قوام الحياة وبقاء النفس، ولهذا أمر الله تعالى عباده بشكر هذه النعمة العظيمة، فقال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)”.
2- الاعتدال في الأكل والشرب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء، وعليك بالقصد في الأكل والشرب”.
وقال صلى الله عليه وسلم: “ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه”.
قال ابن القيم رحمه الله: “القصد في الأكل والشرب هو ألا يأكل الإنسان إلا إذا جاع، ولا يأكل حتى يمتلئ، بل يأكل حتى يشبع، والشبع هو زوال الجوع، وليس الامتلاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المؤمن يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء”.
3- آداب الأكل والشرب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله”.
وقال صلى الله عليه وسلم: “لا تأكلوا الطعام بشمأل، فإن الشيطان يأكل بشمأل”.
قال ابن القيم رحمه الله: “من آداب الأكل والشرب أن يأكل الإنسان بيمينه، وأن يبدأ بالأكل من أقرب ما إليه، وأن ينتهي عن الأكل والشرب إذا شبع، وأن يحمد الله على ما رزقه، وأن يدعو له بالبركة والزيادة”.
4- الإسراف والتبذير في الأكل والشرب:
قال الله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يبغض المسرفين”.
قال ابن القيم رحمه الله: “الإسراف في الأكل والشرب هو أن يأكل الإنسان أكثر من حاجته، وأن يشرب أكثر من عطشه، وهذا من الكبائر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أكل أو شرب حتى يتقيأ، فقد عصى الله ورسوله”.
5- الأكل والشرب الحلال:
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حرم الله على النار كل عبد طيب الطعام والشراب واللباس”.
قال ابن القيم رحمه الله: “الأكل والشرب الحلال هو ما أحلته الشريعة الإسلامية، وهو ما لم يكن فيه ضرر على الإنسان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “حلال محمد حلال إلى يوم القيامة، وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة”.
6- الأكل والشرب المبارك:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكل طعامًا طيبًا فحمد الله عليه، ثم قال: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرًا منه، غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وقال صلى الله عليه وسلم: “إذا شرب أحدكم ماءًا فليقل: اللهم بارك لي فيه، واجعله شفاء من كل داء”.
قال ابن القيم رحمه الله: “الأكل والشرب المبارك هو ما دعا الإنسان فيه على طعامه وشرابه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء عند الطعام والشراب من السنة”.
7- الأكل والشرب الصحي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الجسم حق على الإنسان”.
وقال صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف”.
قال ابن القيم رحمه الله: “الأكل والشرب الصحي هو الذي يتناسب مع طبيعة جسم الإنسان، والذي يمد جسم الإنسان بما يحتاجه من العناصر الغذائية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء”.
الخاتمة:
وفي الختام، فإن الأكل والشرب من نعم الله تعالى على عباده، وقد حثنا الله تعالى ورسوله على أكل الطعام والشراب، وأمرنا بالاعتدال في ذلك، ونهاه عن الإسراف والتبذير، ومن الأحاديث النبوية الشريفة في هذا الصدد: “إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة”، “المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء، وعليك بالقصد في الأكل والشراب”، “إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشم