اسماء الله الحسنى المتكبر

اسماء الله الحسنى المتكبر

مقدمة

أسماء الله الحسنى من أعظم وأجلّ ما يمكن أن يتفكّر فيه المؤمن، فهي أسماء تدلّ على عظمة الله وكماله وجلاله، وهي من أهمّ العبادات التي يمكن للمؤمن أن يقوم بها، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: 180]، ومن أسماء الله الحسنى المتكبر، وفي هذا المقال سنتعرّف على معنى اسم الله المتكبر، وصفاته، وبعض الدروس المستفادة من هذا الاسم.

1. معنى اسم الله المتكبر

– المتكبر هو اسم فاعل من التكبر، والتكبر هو ارتفاع الإنسان بنفسه على غيره وإعجابه بها.

– أما المتكبر في حق الله تعالى فهو المنزّه عن العيوب والنقائص، الذي لا يشبهه شيء من خلقه.

– وقد جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيٌّ كَبِيرٌ﴾ [فاطر: 42]، وفي قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ الْمُتَكَبِّرُ الْجَبَّارُ﴾ [الحشر: 23].

2. صفات الله المتكبر

– المتكبر هو الذي لا يضاهيه أحد في عظمته وجلاله.

– المتكبر هو الذي ليس فوقه أحد، وهو الذي لا يحتاج إلى أحد.

– المتكبر هو الذي لا يرضى بذلّة العباد له، وهو الذي يعزّ من يشاء ويذلّ من يشاء.

3. دروس مستفادة من اسم الله المتكبر

– علينا أن نتواضع لله تعالى وأن نعترف بعظمته وجلاله.

– علينا أن لا نكبر على غيرنا من خلقه، وأن لا نحتقرهم.

– علينا أن ننزه الله تعالى عن كل نقص أو عيب، وأن نوقن بأن الله تعالى هو الكامل المطلق.

4. المتكبر في الحديث النبوي

– ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله طيّب لا يقبل إلا طيّبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر المرسلين، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾، ثمّ ذكر الرّجل الذي يطيل السّفر أشعث أغبر، يمدّ يديْه إلى السّماء يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، وملبسه حرام، ومشربه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنّى يُستجاب لذلك؟” رواه البخاري.

5. المتكبر في القرآن الكريم

– ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيٌّ كَبِيرٌ﴾ [فاطر: 42]، وفي قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ الْمُتَكَبِّرُ الْجَبَّارُ﴾ [الحشر: 23].

– وقد ورد اسم الله المتكبر في القرآن الكريم مرارًا وتكرارًا، وقد جاء في بعض الآيات مقترنًا بأسماء أخرى لله تعالى، كما في قوله تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الحشر: 24].

6. المتكبر في السنة النبوية

– ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “سبعةٌ يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه: إمامٌ عادل، وشابٌ نشأ في عبادة الله تعالى، ورجلٌ قلبه معلّق بالمساجد، ورجلان تحابّا في الله، اجتمعا عليه وتفرّقا عليه، ورجلٌ دعا امرأة إلى الزّنا، فقالت: أتخشى الله ولا أفعل، ورجلٌ تصدّق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجلٌ ذكر الله تعالى خاليًا، ففاضت عيناه” رواه مسلم.

7. فوائد ذكر اسم الله المتكبر

– ذكر اسم الله المتكبر من أفضل العبادات التي يمكن للمؤمن أن يقوم بها، وهو سبب لدخول الجنة.

– ذكر اسم الله المتكبر يورث العبد الحياء من الله تعالى، ويجعله يخشى الله في السر والعلن.

– ذكر اسم الله المتكبر يورث العبد القوة والمنعة والقهر، ويجعله لا يخشى أحدًا سوى الله تعالى.

خاتمة

اسم الله المتكبر من أعظم وأجلّ أسماء الله الحسنى، وهو يدلّ على عظمة الله وكماله وجلاله، وقد ورد اسم الله المتكبر في القرآن الكريم والسنة النبوية في مواضع كثيرة، وقد جاء مقترنًا بأسماء أخرى لله تعالى، كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، وقد ذكر العلماء الكثير من الفوائد لذكر اسم الله المتكبر، منها أنه سبب لدخول الجنة، وورث العبد الحياء من الله تعالى، وورث العبد القوة والمنعة والقهر.

أضف تعليق