الذين هم عن صلاتهم

الذين هم عن صلاتهم

المقدمة:

الحفاظ على الصلاة من أهم العبادات التي حث عليها الإسلام، فهي الشعيرة الوحيدة المفروضة علينا في كل من اليوم والليل، حتى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرنها بالإيمان في قوله: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر” [رواه أحمد].

ولكن هناك من المسلمين من يفرط في صلاته، فلا يؤديها في وقتها، أو يترك بعض أركانها أو واجباتها، أو لا يتدبر في معناها، وفي هذا المقال سنتناول بالحديث عن الذين هم عن صلاتهم ساهون.

أولًا: صفات الذين هم عن صلاتهم ساهون:

1. لا يهتمون بالصلاة في وقتها:

– يؤخرون الصلاة عن وقتها حتى يضيع فضلها وثوابها.

– قد يصل بهم الحال إلى تركها جملة وتفصيلًا.

2. لا يتدبرون في معاني الصلاة:

– لا يخشعون في صلاتهم ولا يتدبرون في معانيها.

– لا يعلمون ما يقولون في صلاتهم ولا ما يفعلون.

3. لا يؤدون الصلاة على أكمل وجه:

– لا يتمون ركوعهم وسجودهم ولا يعتدلون في القيام والقعود.

– لا يقرأون القرآن الكريم بتدبر وإتقان.

– لا يذكرون الله تعالى كما ينبغي في صلاتهم.

ثانيًا: أسباب إهمال الصلاة:

1. ضعف الإيمان:

– لا يدركون عظمة الصلاة وأهميتها في الإسلام.

– لا يؤمنون بأن الصلاة هي عمود الدين وأنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.

2. اتباع الشهوات:

– ينشغلون بالشهوات والملذات الدنيوية عن أداء الصلاة في وقتها.

– يفضلون متابعة المباريات الرياضية أو مشاهدة الأفلام على أداء الصلاة.

3. الكسل والخمول:

– يكرهون القيام من النوم لأداء صلاة الفجر.

– يثقل عليهم أداء الصلاة في أوقاتها.

ثالثًا: عواقب إهمال الصلاة:

1. غضب الله تعالى:

– قال تعالى: “فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون” [سورة الماعون: 4-5].

– حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ترك الصلاة فقال: “بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة” [رواه مسلم].

2. دخول النار:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر” [رواه أحمد].

– قال تعالى: “وما يمنعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبملائكته ولقوا الله وهم معرضون” [سورة التوبة: 54].

3. الحرمان من شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله” [رواه البخاري ومسلم].

– قال تعالى: “فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون” [سورة الماعون: 4-5].

رابعًا: كيفية الإصلاح من إهمال الصلاة:

1. تعزيز الإيمان:

– قراءة القرآن الكريم وتدبره.

– الاستماع إلى الدروس الدينية والمحاضرات.

– مجالسة الصالحين والتأسي بهم.

2. مقاومة الشهوات:

– اجتناب المعاصي والآثام.

– الإكثار من ذكر الله تعالى.

– تذكر الموت واليوم الآخر.

3. التغلب على الكسل والخمول:

– النوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا.

– ممارسة الرياضة بانتظام.

– تجنب الإسراف في الطعام والشراب.

خامسًا: فضائل المحافظة على الصلاة:

1. رضا الله تعالى:

– قال تعالى: “قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون” [سورة المؤمنون: 1-2].

– قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الصلاة نور” [رواه مسلم].

2. دخول الجنة:

– قال تعالى: “سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى سنقرؤك فلا تنسى إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى ونسيرك لليسرى فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيى” [سورة الأعلى: 1-11].

3. شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله” [رواه الطبراني].

– قال تعالى: “والذين يحافظون على الصلوات أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون” [سورة المؤمنون: 9-11].

سادسًا: قصص وعبر عن الذين اهتموا بصلاتهم:

1. قصة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:

– كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من أشد الناس حرصًا على الصلاة.

– كان يؤم الناس في الصلاة في المسجد النبوي.

– كان يقرأ القرآن الكريم بصوت حسن ويخشع في صلاته.

2. قصة الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها:

– كانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها من أشد الناس حرصًا على الصلاة.

– كانت تصلي في بيتها وفي المسجد.

– كانت تربي أولادها على الصلاة وتعليمهم أحكامها.

3. قصة التابعي الجليل الحسن البصري رحمه الله:

– كان الحسن البصري رحمه الله من أشد الناس حرصًا على الصلاة.

– كان يصلي في المسجد وفي بيته.

– كان يطيل الصلاة ويدعو الله تعالى فيها.

سابعًا: الخاتمة:

الذين هم عن صلاتهم ساهون هم الذين لا يهتمون بالصلاة في وقتها، ولا يتدبرون في معانيها، ولا يؤدونها على أكمل وجه. وهم معرضون لغضب الله تعالى ودخول النار والحرمان من شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

أما الذين هم على صلاتهم حافظون فهم الذين يهتمون بالصلاة في وقتها، ويتدبرون في معانيها، ويؤدونها على أكمل وجه. وهم موعودون برضا الله تعالى ودخول الجنة وشفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

فلنسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين هم على صلاتهم حافظون، وأن يعيننا على أداء الصلاة في وقتها وعلى أكمل وجه.

أضف تعليق