اللهم إِنَّكَ عفو كريم تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عنا بخط جميل

اللهم إِنَّكَ عفو كريم تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عنا بخط جميل

اللهم إِنَّكَ عفو كريم تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عنا

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى هو العفو الكريم، يحب العفو، ويفرح بتوبة عباده، ويغفر ذنوبهم، ويمحو سيئاتهم، ويرفع درجاتهم، ويجزيهم بالحسنى، ويدخلهم الجنة برحمته وفضله.

1. العفو عند الله:

العفو هو محو الذنوب والسيئات، والتجاوز عن العقوبة، والإحسان إلى من أساء.

والله سبحانه وتعالى هو العفو الكريم، يحب العفو، ويفرح بتوبة عباده، ويغفر ذنوبهم، ويمحو سيئاتهم، ويرفع درجاتهم، ويجزيهم بالحسنى، ويدخلهم الجنة برحمته وفضله.

وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالعفو عن الناس، والتجاوز عن أخطائهم، والإحسان إليهم، فقال تعالى: {وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ} [البقرة: 237].

2. فضل العفو:

العفو من صفات المتقين، وأهل الجنة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ أُولَئِكَ لَهُمُ الدَّارُ الْجَنَّةُ يُدْخَلُونَهَا بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا ۚ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [الرعد: 21-22].

والعفو يجلب محبة الله سبحانه وتعالى، ورضاه، قال تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 13].

والعفو يزيد في قوة المؤمن، ويعززه، ويجعله أقوى في مواجهة أعدائه، قال تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ۖ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126].

3. مجالات العفو:

العفو عن الذنوب والمعاصي: قال تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّىٰ وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۚ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} [هود: 3].

العفو عن الأخطاء والزلات: قال تعالى: {وَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 13].

العفو عن الأعداء: قال تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ۖ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126].

4. شروط العفو:

أن يكون العفو لله سبحانه وتعالى، لا لغيره.

أن يكون العفو عن ذنب أو خطأ قد وقع بالفعل، لا عن ذنب أو خطأ متوقع.

أن يكون العفو صادقا وحقيقيا، لا كاذبا أو مصطنعا.

ألا يكون العفو على حساب الحقوق الشرعية، أو على حساب العدالة.

5. فوائد العفو:

العفو يمحو الذنوب والسيئات، ويرفع درجات العباد عند الله سبحانه وتعالى.

العفو ينشر المحبة والألفة بين الناس، ويقوي أواصر الأخوة الإسلامية.

العفو يزيد في قوة المؤمن، ويعززه، ويجعله أقوى في مواجهة أعدائه.

العفو يفتح أبواب الرزق والحسنات، ويجلب البركة والخير.

6. العفو والتسامح في الإسلام:

الإسلام دين العفو والتسامح، وقد حثنا عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الذنوب ويرفع به الدرجات؟ إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام”.

العفو والتسامح من صفات المؤمنين، قال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].

العفو والتسامح يفتحان أبواب الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا”.

7. دعاء العفو:

اللهم إِنَّكَ عفو كريم تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عنا.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وتجاوز عن سيئاتنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعلنا من العافين عن الناس، المتسامحين معهم، الراحمين لهم.

الخاتمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أضف تعليق