اللهم إِنَّكَ عَفُوٌّ كريم تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّا بخط جميل

اللهم إِنَّكَ عَفُوٌّ كريم تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّا بخط جميل

الرحمن الرحيم

اللهم إِنَّكَ عَفُوٌّ كريم تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّا

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن الله تعالى غفور رحيم، يحب العفو ويحب من يعفو عن غيره، وقد جعل العفو من صفات المؤمنين، فالمؤمن حليم عفو، لا يحقد ولا يحسد، ولا يجزي بالسيئة السيئة، بل يجزي بالسيئة الحسنة، والعفو من أعظم الأخلاق التي يتحلى بها المسلم، وهو من أسباب دخول الجنة، قال تعالى: “وَجَزَاؤُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” (الشورى: 40).

1. مفهوم العفو:

العفو هو التجاوز عن الذنب وعدم مؤاخذة صاحبه عليه، وهو من صفات الله تعالى وصفات المؤمنين، وقد حثنا الله تعالى على العفو في الكثير من الآيات القرآنية، قال تعالى: “وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى” (البقرة: 237)، وقال تعالى: “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ” (الأعراف: 199).

2. فضل العفو:

العفو فضيلة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، فقد وعد الله تعالى العافين بالجنة، قال تعالى: “وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ” (الشورى: 37)، وقال تعالى: “وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ” (فصلت: 34).

3. شروط العفو:

للعفو شروط يجب توافرها حتى يكون مقبولاً عند الله تعالى، ومن هذه الشروط:

– أن يكون العفو عن ذنب حقيقي وإثم واقع.

– أن يكون العفو صادراً عن قلب صافٍ ونية حسنة.

– أن لا يكون العفو ذريعة للإثم أو الاعتداء.

4. مواقف العفو في السيرة النبوية:

في السيرة النبوية الكثير من المواقف التي تدل على عفو الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن هذه المواقف:

– عفو الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة بعد فتحها، رغم ما فعلوه به وبالمسلمين من إيذاء وتنكيل.

– عفو الرسول صلى الله عليه وسلم عن وحشي قاتل عمه حمزة بن عبد المطلب.

– عفو الرسول صلى الله عليه وسلم عن اليهود الذين خانوه وخذلوه في غزوة بني النضير.

5. العفو في الإسلام:

العفو في الإسلام فضيلة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وقد حثنا الله تعالى على العفو في الكثير من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة.

6. العفو والتسامح في العلاقات الإنسانية:

العفو والتسامح من أهم دعائم العلاقات الإنسانية الناجحة، وهما أساس متين لبناء مجتمع متماسك ومترابط.

7. العفو والتسامح في تحقيق السلام العالمي:

العفو والتسامح من أهم الوسائل لتحقيق السلام العالمي، وهما السبيل الوحيد لإنهاء الصراعات والحروب بين الأمم والشعوب.

الخاتمة:

العفو فضيلة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وقد حثنا الله تعالى على العفو في الكثير من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة. ولهذا يجب أن نتحلى بهذه الفضيلة في تعاملاتنا مع الآخرين، وأن نعفو عنهم إذا أخطئوا في حقنا، وأن لا نحقد عليهم ولا نحسدهم، وأن لا نجزيهم بالسيئة السيئة، بل نجزيهم بالحسنة الحسنة، فإن ذلك من أعظم الأخلاق التي يتحلى بها المسلم، وهو من أسباب دخول الجنة.

أضف تعليق