اللهم اني اسالك التوفيق

**اللهم إني أسألك التوفيق**

**مقدمة**

التوفيق هو لطفٌ من الله -عز وجل-، يأتي للعبد على غير توقع منه، فيسهل له الصعاب، ويهون عليه المشقات، ويدله على مصادر النصر والنجاح، ومن ثم فالعبد مطالب بأن يسأل الله التوفيق في جميع شؤونه، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “خذوا حظكم من العافية، فإن الناس سيصيبهم بلاءٌ كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويصبح الرجل كافرًا ويمسي مؤمنًا، ويلقى الرجل أباه وأخاه وصاحبته فيكفر به”.

**1. فضل الدعاء:**

* الدعاء هو العبادة، والدعاء عبادة عظيمة؛ فقد حث الله -عز وجل- عليه في كثير من آيات القرآن الكريم، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].

* الدعاء مفتاح الفرج، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الدعاء هو العبادة، والمفتاح للرزق، والنصر مع الصبر، والحزن مع اليأس”.

* الدعاء سلاح المؤمن، فعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الدعاء سلاح المؤمن، وعمود الدين، ونور السماوات والأرض”.

**2. كيفية الدعاء:**

* الإخلاص لله -عز وجل-، والإيمان بأنه وحده المستجيب للدعاء، وأن لا حول ولا قوة إلا به.

* الدعاء بخشوع وحضور قلب، والتضرع إلى الله -عز وجل- بالدعاء.

* الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى، فالدعاء باسم من أسماء الله الحسنى أو صفة من صفاته العلى مجابٌ بإذن الله.

* الدعاء بالدعاء المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالدعاء المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مجابٌ بإذن الله.

* الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس منه، فالدعاء لا ينقطع حتى يستجيب الله -عز وجل-، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم”.

**3. آداب الدعاء:**

* رفع اليدين عند الدعاء، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن الله حيي كريم، يستحي أن يردَّ عبدًا رفع إليه يديه”.

* استقبال القبلة عند الدعاء، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا دعا أحدكم فليستقبل القبلة”.

* حضور القلب عند الدعاء، والتضرع إلى الله -عز وجل- بالدعاء.

* الدعاء بالصوت الخافت، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “خير الدعاء خفيُّه”.

**4. أوقات الدعاء المستجابة:**

* ثلث الليل الآخر، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له”.

* عند السحر، فعن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “تسحر، فإن في السحر بركة”.

* بين الأذان والإقامة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة”.

* عند نزول المطر، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “غثاء السماء -أي المطر- ساعة لا يرد فيها الدعاء”.

**5. أشياء تمنع استجابة الدعاء:**

* أكل الحرام وشربه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن الرجل ليطعم اللقمة من الحرام، فيرفع يديه إلى السماء فيقول: يا رب يا رب، وإنما أُطعم من حرام فأنى يُستجاب له؟!”.

* ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”.

* قطيعة الرحم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا يدخل الجنة قاطع رحم”.

**6. ثمار الدعاء:**

* استجابة الدعاء، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الدعاء هو العبادة، والمفتاح للرزق، والنصر مع الصبر، والحزن مع اليأس”.

* تفريج الكرب، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فادعوا الله، وألحوا في الدعاء، فإن الله يحب الملحين في الدعاء”.

* نيل المغفرة والرحمة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الدعاء سلاح المؤمن، وعمود الدين، ونور السماوات والأرض”.

**7. خاتمة:**

الدعاء هو عبادة عظيمة، فرضها الله -عز وجل- على عباده، وبين لهم فضلها وأهميتها، وبيَّن لهم كيفية الدعاء وآدابه وأوقاته المستجابة، كما بيَّن لهم الأشياء التي تمنع استجابة الدعاء، وبيَّن لهم ثمار الدعاء، فينبغي للمسلم أن يحرص على الدعاء في كل وقت وحين، وأن يلح في الدعاء، ولا ييأس منه، فإن الدعاء لا ينقطع حتى يستجيب الله -عز وجل-.