النبأ العظيم
مقدمة
النبأ العظيم هو رسالة من الله تعالى إلى البشرية جمعاء، يحذرهم فيها من عذابه الشديد ويحثهم على التوبة والعودة إليه. وقد ورد هذا النبأ في القرآن الكريم والسنة النبوية، وفي هذا المقال سنتناول بالتفصيل معنى النبأ العظيم وأدلة ثبوته، وأوصاف يوم القيامة، وعلامات اقتراب الساعة، وأهوال يوم القيامة، وأحوال الناس في الآخرة، وختامًا سنذكر بعض الدروس والعبر المستفادة من النبأ العظيم.
أولاً: تعريف النبأ العظيم
النبأ العظيم هو يوم القيامة، وهو اليوم الذي ينتهي فيه العالم كما نعرفه، ويُبعث فيه الناس من قبورهم للحساب على أعمالهم في الدنيا. ويُسمى هذا اليوم أيضًا باليوم الآخر أو يوم الدين أو يوم الحساب.
ثانيًا: أدلة ثبوت النبأ العظيم
لقد وردت أدلة كثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية على ثبوت النبأ العظيم، ومن هذه الأدلة:
القرآن الكريم: وردت العديد من الآيات القرآنية التي تتحدث عن يوم القيامة وأهواله، ومن هذه الآيات:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} (الحج: 1).
{وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ وَالْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ وَالْبِحَارُ فُجِّرَتْ وَالْقُبُورُ بُعْثِرَتْ} (الانفطار: 1-4).
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (إبراهيم: 48).
السنة النبوية: وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن يوم القيامة وأهواله، ومن هذه الأحاديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل الجنة والنار كمثل رجلَيْن بعثهما أمير إلى قوم يدعونهما إلى طاعته، فانطلقا حتى أتيا على روضة قد أحاطت بها حية عظيمة فقال أحد الرجلين لصاحبه: ادخل هذه الروضة فانك آمن من الحية، فدخلها فأكل من طيبها وريّ من مائها، ثم خرج فأتى صاحبه فقال: ما لك لم تدخل معي؟ فقال: خفت الحية. فمرا حتى أتيا على نار عظيمة فقال أحد الرجلين لصاحبه: ادخل هذه النار، فإنه لا سبيل لك عنها، فدخلها فنجا وكانت بردًا وسلامًا، ثم خرج فأتى صاحبه فقال: ما لك لم تدخل معي؟ فقال: خفت النار”.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يوم القيامة يأتي الناس على هيئة ما ماتوا عليه من مرض أو جرح أو نحو ذلك”.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أول ما يصلى به يوم القيامة صلاة الصبح”.
ثالثًا: أوصاف يوم القيامة
يوم القيامة هو يوم عظيم ورهيب، وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الأوصاف لهذا اليوم، ومن هذه الأوصاف:
الزلزلة الشديدة:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} (الحج: 1).
{وَإِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا تَهْجُرًا وَقَالَ الإِنْسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} (الزلزلة: 1-5).
انشقاق السماء وانفطارها:
{وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} (الانفطار: 1).
{فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} (الرحمن: 37).
تغير الأرض وبروزها:
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (إبراهيم: 48).
{وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} (التكوير: 10).
حشر الناس للحساب:
{وَحُشِرَ النَّاسُ فَكَانُوا زُرْقًا} (المؤمنون: 102).
{وَحَشَرَ فَهُمْ قِيَامٌ} (النبأ: 37).
الحساب والجزاء:
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (الكهف: 49).
رابعًا: علامات اقتراب الساعة
وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من علامات اقتراب الساعة، ومن هذه العلامات:
خروج الدابة:
{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} (النمل: 82).
خروج يأجوج ومأجوج:
{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} (الأنبياء: 96).
ظهور المسيح الدجال:
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (المنافقون: 4).