بوستات دعاء
مقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الدعاء من أعظم العبادات، وأفضل الطاعات، وقد حثنا الله تعالى عليه في كتابه الكريم، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فالدعاء عبادة وتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، وسؤال ما يُحب الإنسان من خير الدنيا والآخرة، ومن خلاله يتقرب العبد إلى ربه ويناجيه، ويلجأ إليه في جميع أموره.
أهمية الدعاء في حياة المسلم
1. الدعاء عبادة عظيمة وقربة إلى الله تعالى، وقد حثنا الله تعالى عليه في كتابه الكريم، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
2. الدعاء سبب لرفع البلاء ودفع النقم، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء يرد القضاء وإن كان نازلاً».
3. الدعاء سبب لتحقيق الأمنيات وطيب العيش، فعن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فادعوا عباد الله، فإن الله يحب من يدعوه».
فضل الدعاء في القرآن الكريم
1. قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].
2. قال الله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ} [سورة الجن: 26، 27].
3. قال الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
فضل الدعاء في السنة النبوية
1. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، وما لم يعتجل، قالوا: يا رسول الله وما تعجيله؟ قال: يقول قد دعوت فلم يستجب لي».
2. عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا من الدعاء في سجودكم».
3. عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا عيب في الدعاء إلا ثلاثة: رجل دعى بقطيعة رحم، ورجل دعى بظلم، ورجل دعى بإثم».
آداب الدعاء
1. أن يكون الدعاء خالصاً لله تعالى، ولا يكون فيه شرك بالله تعالى.
2. أن يكون الدعاء موافقاً لشرع الله تعالى، ولا يكون فيه دعاء بمعصية أو قطيعة رحم.
3. أن يكون الدعاء مؤدباً، ولا يكون فيه استعجال لله تعالى، أو التكبر عليه تعالى.
أدعية مأثورة
1. دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].
2. دعاء سيدنا موسى عليه السلام: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي} [طه: 25-28].
3. دعاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم».
خاتمة
الدعاء من أعظم العبادات، وأفضل الطاعات، ومن خلاله يتقرب العبد إلى ربه ويناجيه، ويلجأ إليه في جميع أموره، وقد حثنا الله تعالى عليه في كتابه الكريم، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأرشدنا إلى آدابه وأحواله، وبين لنا فضله وأهميته في حياتنا، فينبغي للمسلم أن يحرص على الدعاء والابتهال إلى الله تعالى في جميع أحواله، وأن يكون متيقناً بإجابة الله تعالى لدعائه، قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].