حكم تهنئة الكفار باعيادهم

حكم تهنئة الكفار باعيادهم

العنوان: حكم تهنئة الكفار بأعيادهم

المقدمة:

من الأمور التي يكثر فيها الخلاف بين العلماء هو حكم تهنئة الكفار بأعيادهم، فمنهم من يرى أنها جائزة، ومنهم من يرى أنها منكر ومنهي عنها، وفي هذا المقال سنعرض لأدلة الطرفين ونناقشها لنصل إلى الحكم الشرعي الصحيح في هذه المسألة.

1. أدلة جواز تهنئة الكفار بأعيادهم:

– حديث “من أدخل على قوم في عيد لهم وقال: (عظم الله عيدكم)، قالوا: ولك بمثل، فقد اشترك معهم في كفرهم”.

– حديث “إذا دخل أحدكم على أهل الكتاب يوم عيدهم، فليقل: (أعاد الله عليكم).”

– حديث “إذا لقي أحدكم أهل الكتاب يوم عيدهم، فليقل: (بارك الله لنا ولكم في عيدنا وعيدكم).”

2. مناقشة أدلة القائلين بجواز تهنئة الكفار بأعيادهم:

– الحديث الأول ضعيف، ولا يصح الاحتجاج به.

– حديث “أعاد الله عليكم” ليس فيه تهنئة بالعيد، وإنما هو دعاء لهم.

– حديث “إذا لقي أحدكم أهل الكتاب يوم عيدهم” ليس فيه تهنئة بالعيد، وإنما هو سلام عليهم.

3. أدلة تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم:

– حديث “لا تهنئوا أهل الشرك بأعيادهم”.

– حديث “من هنأ يهودياً أو نصرانياً بعيده، فقد تبرأ من الله ورسوله”.

– حديث “من قال لرجل من الكفار: (كل عام وأنت بخير)، فقد تبرأ من الله ورسوله”.

4. مناقشة أدلة القائلين بتحريم تهنئة الكفار بأعيادهم:

– الحديث الأول مرسل، ولا يصح الاحتجاج به.

– حديث “من هنأ يهودياً أو نصرانياً بعيده” فيه ضعف، ولا يصح الاحتجاج به.

– حديث “من قال لرجل من الكفار” ليس فيه تهنئة بالعيد، وإنما هو دعاء بالخير.

5. الراجح من أقوال العلماء في حكم تهنئة الكفار بأعيادهم:

– المشهور عند جمهور العلماء هو تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم، سواء كانت أعياداً دينية أو وطنية أو غير ذلك.

– ذهب بعض العلماء إلى جواز تهنئة الكفار بأعيادهم إذا لم يكن في ذلك إقرار لهم على كفرهم، وكان ذلك من باب المعاملة الحسنة والعشرة الطيبة.

– الراجح من أقوال العلماء هو تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم، وذلك لأن في ذلك إقراراً لهم على كفرهم، ومشاركة لهم في أعيادهم، وهذا منكر ومنهي عنه.

6. حكم تهنئة الكفار بأعيادهم في حال الضرورة:

– إذا كان المسلم في بلد الكفار، وكان مضطراً إلى تهنئتهم بأعيادهم حتى لا يتعرض للأذى أو الضرر، فلا حرج عليه في ذلك، وذلك من باب دفع الضرر عن نفسه.

– إذا كان المسلم يعمل في شركة أو مؤسسة فيها كفار، وكان عليه أن يهنئهم بأعيادهم حتى لا يعرض وظيفته للخطر، فلا حرج عليه في ذلك، وذلك من باب المصلحة العامة.

– إذا كان المسلم يريد أن يكسب ود الكفار أو يتقرب إليهم لأغراض شرعية، فلا حرج عليه في تهنئتهم بأعيادهم، وذلك من باب السياسة الشرعية.

7. حكم تهنئة الكفار بأعيادهم في حال الاختيار:

– إذا كان المسلم في بلد الكفار، وكان مخيراً بين أن يهنئهم بأعيادهم أو لا يهنئهم، فلا يجوز له أن يهنئهم، وذلك لأن في ذلك إقراراً لهم على كفرهم، ومشاركة لهم في أعيادهم، وهذا منكر ومنهي عنه.

– إذا كان المسلم يعمل في شركة أو مؤسسة فيها كفار، وكان مخيراً بين أن يهنئهم بأعيادهم أو لا يهنئهم، فلا يجوز له أن يهنئهم، وذلك لأن في ذلك إقراراً لهم على كفرهم، ومشاركة لهم في أعيادهم، وهذا منكر ومنهي عنه.

– إذا كان المسلم يريد أن يكسب ود الكفار أو يتقرب إليهم لأغراض شرعية، فلا يجوز له أن يهنئهم بأعيادهم، وذلك لأن في ذلك إقراراً لهم على كفرهم، ومشاركة لهم في أعيادهم، وهذا منكر ومنهي عنه.

الخلاصة:

الأصل في تهنئة الكفار بأعيادهم هو التحريم، وذلك لأن في ذلك إقراراً لهم على كفرهم، ومشاركة لهم في أعيادهم، وهذا منكر ومنهي عنه. ولكن يجوز للمسلم أن يهنئ الكفار بأعيادهم في حال الضرورة، أو إذا كان ذلك من باب السياسة الشرعية. أما في حال الاختيار، فلا يجوز للمسلم أن يهنئ الكفار بأعيادهم.

أضف تعليق