حديث الرسول عن الاغاني

حديث الرسول عن الاغاني

حديث الرسول عن الأغاني

مقدمة:

الأغاني، من الفنون القديمة التي رافقت الإنسان عبر التاريخ، وهي من وسائل التعبير عن الذات والمشاعر والأفكار، وقد تناولتها الأديان المختلفة بمواقف مختلفة، فبعضها أباحها بينما حرمها البعض الآخر، وفي الإسلام، وردت أحاديث كثيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في موضوع الأغاني، وقد اختلف العلماء في تفسير هذه الأحاديث وفهمها، فمنهم من حرمها ومنهم من أباحها بشرط ألا تكون مصحوبة بمعازف أو كلمات محرمة، وفي هذا المقال، سنتناول الحديث النبوي عن الأغاني، وسنناقش آراء العلماء في هذا الموضوع.

أولاً: أحاديث الرسول عن الأغاني:

1. حديث الغناء والمزامير:

روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُحِلِّ الذَّبَائِحَ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ اغْتَابَ مُسْلِمًا، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ لَعَنَ مُسْلِمًا، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ سَحَرَ مُسْلِمًا، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ مُسْلِمًا بِالسِّيَاطِ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ غَنَّى بِالْمَزَامِيرِ”.

2. حديث سماع الغناء:

روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ اسْتَمَعَ إِلَى مُغَنِّيَةٍ، صَبَّ اللهُ فِي أُذُنَيْهِ الْأَنْكَ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.

3. حديث الغناء عند الموت:

روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا مَاتَ الْعَبْدُ، قَطِعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ”.

ثانيًا: آراء العلماء في الغناء:

1. رأي الجمهور:

يرى جمهور العلماء أن الغناء محرم، استنادًا إلى الأحاديث النبوية السابقة، وقد ذهبوا إلى أن الغناء من اللهو المحرم، وأن من يستمع إليه أو يغنيه فهو مرتكب لكبيرة من الكبائر.

2. رأي ابن حزم:

يخالف ابن حزم جمهور العلماء في رأيهم، ويذهب إلى أن الغناء مباح، واستدل على ذلك بأن الغناء لم يرد تحريمه في القرآن الكريم، وأن الأحاديث النبوية التي وردت في هذا الموضوع ضعيفة السند أو لا تدل على التحريم.

3. رأي الأحناف:

يفرق الأحناف بين الغناء المحرم والمباح، فيرون أن الغناء الذي يصاحبه معازف أو كلمات محرمة فهو حرام، أما الغناء الذي لا يصاحبه معازف أو كلمات محرمة فهو مباح، بشرط ألا يؤدي إلى الإثم أو الفساد.

ثالثًا: حكم الغناء في العصر الحاضر:

1. الغناء في المناسبات:

يرى أغلب العلماء أن الغناء في المناسبات كالأعراس والموالد والأعياد هو حرام، وذلك لأنه غالبًا ما يصاحبه معازف أو كلمات محرمة، كما أنه يؤدي إلى الاختلاط بين الجنسين والفساد.

2. الغناء في التلفزيون والإذاعة:

يرى العلماء أن الغناء في التلفزيون والإذاعة هو حرام أيضًا، وذلك لأنه ينشر الفساد والرذيلة بين الناس، ويؤثر سلبًا على أخلاق المجتمع.

3. الغناء في الحفلات العامة:

يرى العلماء أن الغناء في الحفلات العامة هو حرام أيضًا، وذلك لأنه غالبًا ما يصاحبه معازف أو كلمات محرمة، كما أنه يؤدي إلى الاختلاط بين الجنسين والفساد.

رابعًا: حكم سماع الغناء:

1. سماع الغناء المحرم:

يرى العلماء أن سماع الغناء المحرم هو حرام أيضًا، وذلك لأنه يؤدي إلى الإثم والفساد، ويغرس في النفوس حب اللهو واللعب، ويصرفها عن ذكر الله تعالى.

2. سماع الغناء المباح:

يرى العلماء أن سماع الغناء المباح هو جائز، وذلك بشرط ألا يؤدي إلى الإثم أو الفساد، وأن لا يصرف عن ذكر الله تعالى.

3. سماع الغناء في العصر الحاضر:

يرى العلماء أن سماع الغناء في العصر الحاضر هو حرام في الغالب، وذلك لأن معظم الأغاني التي تُذاع في التلفزيون والإذاعة والإنترنت هي أغاني محرمة، كما أن سماع الغناء يؤدي إلى الإثم والفساد، ويصرف عن ذكر الله تعالى.

خامسًا: حكم الغناء للنساء:

1. الغناء للنساء أمام الرجال:

يرى العلماء أن الغناء للنساء أمام الرجال هو حرام، وذلك لأنه يؤدي إلى الفتنة والفساد، ويغرس في النفوس حب اللهو واللعب، ويصرفها عن ذكر الله تعالى.

2. الغناء للنساء في الخلوة:

يرى العلماء

أضف تعليق