حديث عن فتنة النساء

حديث عن فتنة النساء

الفتنة النسائية: جرثومة دمرت الأرواح والمجتمعات

مقدمة:

لقد مرت البشرية على مر التاريخ بالعديد من الفتن والصراعات التي عصفت بالمجتمعات ودمرت الأرواح، ومن بين هذه الفتن الفتنة النسائية التي حذر منها العلماء والحكماء منذ القدم، فهي جرثومة دمرت الأرواح والمجتمعات، فكان لها الدور الكبير في سقوط الممالك والإمبراطوريات واندلاع الحروب المدمرة، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن هذه الفتنة في كتابه الكريم، محذراً من عواقبها الوخيمة على الفرد والمجتمع.

1. الفتنة النسائية في القرآن الكريم:

– ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحذر من الفتنة النسائية وتدعو إلى الابتعاد عنها، ومن هذه الآيات قوله تعالى: “وَلا تَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الحِسَابِ” (سورة ص: 26).

– كما قال تعالى: “وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا” (سورة الكهف: 28).

– وهذه الآيات الكريمة وغيرها الكثير تدل على تحريم الله سبحانه وتعالى للفتنة النسائية ووجوب الابتعاد عنها.

2. آثار الفتنة النسائية على الفرد والمجتمع:

– إن الفتنة النسائية لها آثار مدمرة على الفرد والمجتمع، فهي تؤدي إلى ضياع الوقت والجهد والمال، وتدمر العلاقات الأسرية والاجتماعية، وتزرع الفتنة والفساد في المجتمع، كما أنها تؤدي إلى انحراف الشباب عن الطريق السوي وارتكاب المعاصي والمحرمات، وقد تكون سبباً في تفكك الأسرة وانهيارها.

3. مظاهر الفتنة النسائية:

– هناك العديد من المظاهر التي تدل على الفتنة النسائية، ومنها:

– التبرج والسفور، وهو إظهار المرأة لزينة جسدها أمام الرجال الأجانب، وهذا من أكبر أسباب الفتنة النسائية، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن التبرج والسفور في قوله تعالى: “وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى” (سورة الأحزاب: 33).

– الاختلاط بين الرجال والنساء، وهو من أسباب الفتنة النسائية التي حذر منها العلماء والحكماء، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الاختلاط بين الرجال والنساء في قوله تعالى: “وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ” (سورة الأحزاب: 53).

– مجالسة النساء الأجنبيات، وهي من أسباب الفتنة النسائية التي حذر منها العلماء والحكماء، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن مجالسة النساء الأجنبيات في قوله تعالى: “وَلاَ تُضَارُوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ” (سورة الطلاق: 6).

4. دور الأسرة في الوقاية من الفتنة النسائية:

– للأسرة دور كبير في الوقاية من الفتنة النسائية، ومن أهم ما يمكن أن تفعله الأسرة للوقاية من الفتنة النسائية:

– غرس القيم الإسلامية في نفوس الأبناء منذ الصغر، وتعويدهم على الالتزام بالشريعة الإسلامية والابتعاد عن كل ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه.

– مراقبة أبنائها، ومتابعة تحركاتهم وسلوكياتهم، والحرص على عدم اختلاطهم بالنساء الأجنبيات أو مجالستهن.

– توعية الأبناء بمخاطر الفتنة النسائية وعواقبها الوخيمة على الفرد والمجتمع.

5. دور المجتمع في الوقاية من الفتنة النسائية:

– للمجتمع دور كبير في الوقاية من الفتنة النسائية، ومن أهم ما يمكن أن يفعله المجتمع للوقاية من الفتنة النسائية:

– سن القوانين والتشريعات التي تحرم التبرج والسفور والاختلاط المحرم بين الرجال والنساء، وتغليظ العقوبات على المخالفين لهذه القوانين.

– توعية أفراد المجتمع بمخاطر الفتنة النسائية وعواقبها الوخيمة على الفرد والمجتمع، وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة والدروس والمحاضرات الدينية.

– توفير فرص العمل المناسبة للنساء، حتى لا يضطررن إلى الخروج من منازلهن والاختلاط بالرجال.

6. العقوبات الشرعية للفتنة النسائية:

– حدد الشارع الحكيم عقوبات شرعية للفتنة النسائية، ومن هذه العقوبات:

– الجلد ثمانين جلدة للمرأة التي تزني أو تزنى بها، وذلك بناء على قول الله تعالى: “الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ” (سورة النور: 2).

– الرجم بالحجارة حتى الموت للمرأة والرجل المتزوجين اللذين يزنيان، وذلك بناء على قول النبي صلى الله عليه وسلم: “رجمت امرأة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: من رأى هذه الرجم فقد أقام حدود الله” (رواه البخاري).

7. الخاتمة:

إن الفتنة النسائية جرثومة دمرت الأرواح والمجتمعات، وقد حذر الله سبحانه وتعالى من هذه الفتنة في كتابه الكريم، محذراً من عواقبها الوخيمة على الفرد والمجتمع، ولقد نهى العلماء والحكماء عن هذه الفتنة وبيّنوا أسبابها ومظاهرها، كما أوضحوا دور الأسرة والمجتمع في الوقاية منها، وذكروا العقوبات الشرعية للفتنة النسائية، فمن الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يبتعد عن الفتنة النسائية وأن يحذر من عواقبها الوخيمة، والله ولي التوفيق.

أضف تعليق