حكم الإفطار في صيام عشر ذي الحجة

حكم الإفطار في صيام عشر ذي الحجة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

مقدمة:

صيام عشر ذي الحجة من السنن المؤكدة عند المسلمين، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على صيامه، ومنها حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر” (رواه البخاري).

أحكام الإفطار في صيام عشر ذي الحجة:

1. الحالات التي يجوز فيها الإفطار:

– السفر: يجوز للمسافر أن يفطر في صيام عشر ذي الحجة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس من البر الصيام في السفر” (رواه البخاري).

– المرض: يجوز للمريض أن يفطر في صيام عشر ذي الحجة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس على المريض صيام” (رواه البخاري).

– الشيخوخة: يجوز للشيخ الكبير أن يفطر في صيام عشر ذي الحجة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا صيام على شيخ كبير ولا امرأة ذات حمل ورضاع” (رواه أحمد).

– الحمل والرضاعة: يجوز للمرأة الحامل والمرضع أن تفطرا في صيام عشر ذي الحجة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا صيام على شيخ كبير ولا امرأة ذات حمل ورضاع” (رواه أحمد).

2. قضاء الصيام:

– يجب على من أفطر في صيام عشر ذي الحجة أن يقضي الصيام بعد ذلك، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أفطر يومًا من رمضان من غير رخصة شرعية فعليه قضاؤه ولا كفارة عليه” (رواه البخاري).

– يجوز لمن أفطر في صيام عشر ذي الحجة أن يقضي الصيام في أي وقت من السنة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من نسي صومًا أو نام عنه فليصمه إذا ذكره لا كفارة عليه” (رواه البخاري).

– يجوز لمن أفطر في صيام عشر ذي الحجة أن يقضي الصيام متتابعًا أو متفرقًا، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أفطر يومًا من رمضان من غير رخصة شرعية فعليه قضاؤه متتابعًا” (رواه البخاري).

3. الكفارة عن الإفطار:

– لا تجب الكفارة على من أفطر في صيام عشر ذي الحجة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أفطر يومًا من رمضان من غير رخصة شرعية فعليه قضاؤه ولا كفارة عليه” (رواه البخاري).

– إذا أفطر من الصيام من غير عذر شرعي فإنه لابد عليه من القضاء وكفارة إطعام مسكين كما ورد في حديث رسول الله حيث قال (من نسى وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه).

– من لا يستطيع إخراج الكفارة فيمكنه صيام شهرين متتابعين.

4. فضل صيام عشر ذي الحجة:

– يضاعف الله الأجر لمن صام عشر ذي الحجة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “يوم عرفة يوم عيد لا أستثني أحدًا مما خلق الله تعالى إلا وإنه ينزل إلى الأرض فيناديهم السلام عليكم ملائكتي وعترتي وأوليائي” (رواه ابن أبي الدنيا).

– تكفير الذنوب: من صام عشر ذي الحجة كفر الله له ذنوبه، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “صيام يوم عرفة كفارة للسنة الماضية والباقية” (رواه مسلم).

– رفع الدرجات: من صام عشر ذي الحجة رفع الله له درجاته في الجنة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام يوم عرفة غفر الله له ذنوبه للسنة الماضية والباقية ورفع له عشر درجات” (رواه أحمد).

5. آداب صيام عشر ذي الحجة:

– الإكثار من الدعاء: يستحب للمسلم أن يكثر من الدعاء في صيام عشر ذي الحجة، وذلك لأن الله تعالى يستجيب الدعاء في هذه الأيام المباركة.

– قراءة القرآن: يستحب للمسلم أن يكثر من قراءة القرآن في صيام عشر ذي الحجة، وذلك لأن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى وهو نور وهدى للمسلمين.

– الصدقة: يستحب للمسلم أن يتصدق في صيام عشر ذي الحجة، وذلك لأن الصدقة تدفع البلاء وتزيد في الرزق.

6. صلاة العيد:

– تجب صلاة العيد على كل مسلم بالغ عاقل حر ذكرًا كان أو أنثى، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أتى العيد فصلى فقد تمت عبادته” (رواه ابن ماجه).

– وقت صلاة العيد: يبدأ وقت صلاة العيد من طلوع الشمس إلى زوالها، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “وقت صلاة العيدين ما بين طلوع الشمس وارتفاعها” (رواه مسلم).

– صفة صلاة العيد: تصلى صلاة العيد ركعتين، يقرأ الإمام في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الأعلى، وفي الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الغاشية.

7. النحر:

– النحر هو ذبح الأضحية، ويجب النحر على كل مسلم واجد مستطيع، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان له سعة ولم ينحر فلا يشهد عيدنا” (رواه أحمد).

– وقت النحر: يبدأ وقت النحر بعد صلاة عيد الأضحى، وينتهي بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق.

– مكان النحر: ينحر الأضحية في أي مكان، لكن يستحب ذبحها في المسلخ.

خاتمة:

صيام عشر ذي الحجة من السنن المؤكدة عند المسلمين، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على صيامه، ويجوز الإفطار في صيام عشر ذي الحجة في حالات معينة، مثل السفر والمرض والشيخوخة والحمل والرضاعة، ويجب على من أفطر أن يقضي الصيام بعد ذلك، ولا تجب الكفارة على من أفطر في صيام عشر ذي الحجة، ويضاعف الله الأجر لمن صام عشر ذي الحجة، ويكفر الله له ذنوبه ويرفع له درجاته في الجنة، ويستحب للمسلم أن يكثر من الدعاء وقراءة القرآن والصدقة في صيام عشر ذي الحجة.

أضف تعليق