حكم الإفطار قبل الأذان بدون قصد

حكم الإفطار قبل الأذان بدون قصد

حكم الإفطار قبل الأذان بدون قصد

المقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى بالامتناع عن الطعام والشراب من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس. والإفطار قبل الأذان بدون قصد مسألة اختلف فيها الفقهاء، فمنهم من قال بالتحريم، ومنهم من قال بالجواز مع وجوب القضاء، ومنهم من قال بالجواز مع عدم وجوب القضاء. وفي هذا المقال، سنناقش حكم الإفطار قبل الأذان بدون قصد بشيء من التفصيل.

أقوال الفقهاء في حكم الإفطار قبل الأذان بدون قصد:

اختلف الفقهاء في حكم الإفطار قبل الأذان بدون قصد، فمنهم من قال بالتحريم، ومنهم من قال بالجواز مع وجوب القضاء، ومنهم من قال بالجواز مع عدم وجوب القضاء. وإليك بيان آراء الفقهاء في هذه المسألة:

1- القول الأول: التحريم:

ذهب بعض الفقهاء، ومنهم الإمام الشوكاني، إلى أن الإفطار قبل الأذان بدون قصد محرم، وذلك لأن وقت الصيام محدد من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، ولا يجوز الإفطار إلا بعد غروب الشمس أو عند دخول وقت الإفطار الذي تحدده هيئة الرؤية الشرعية.

2- القول الثاني: الجواز مع وجوب القضاء:

ذهب بعض الفقهاء، ومنهم الإمام النووي، إلى أن الإفطار قبل الأذان بدون قصد جائز، ولكن يجب على من أفطر قضاء هذا اليوم، وذلك لأن الإفطار قبل الأذان يعد إخلالاً بركن من أركان الصيام، وهو الامتناع عن الطعام والشراب من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.

3- القول الثالث: الجواز مع عدم وجوب القضاء:

ذهب بعض الفقهاء، ومنهم الإمام ابن تيمية، إلى أن الإفطار قبل الأذان بدون قصد جائز ولا يجب على من أفطر قضاء هذا اليوم، وذلك لأن الإفطار قبل الأذان بدون قصد لا يعد إخلالاً بركن من أركان الصيام، وإنما هو مجرد مخالفة لوقت الصيام المحدد.

ضوابط الإفطار قبل الأذان بدون قصد:

إذا كان الإفطار قبل الأذان بدون قصد جائزًا، فلا بد من مراعاة بعض الضوابط، ومن أهم هذه الضوابط:

1- أن يكون الإفطار غير متعمد:

إذا كان الإفطار قبل الأذان متعمدًا، فلا يجوز، ويجب على من أفطر متعمدًا قضاء هذا اليوم.

2- أن يكون الإفطار بسبب غير الاختيار:

إذا كان الإفطار قبل الأذان بسبب غير الاختيار، مثل النسيان أو الإكراه، فلا حرج في ذلك، ولا يجب على من أفطر قضاء هذا اليوم.

3- أن يكون الإفطار بغير علم بوقت الصيام:

إذا كان الإفطار قبل الأذان بسبب عدم العلم بوقت الصيام، فلا حرج في ذلك، ولا يجب على من أفطر قضاء هذا اليوم.

أدلة كل قول من أقوال الفقهاء:

استند كل من الفقهاء الذين اختلفوا في حكم الإفطار قبل الأذان بدون قصد إلى أدلة من الشريعة الإسلامية، ومن أهم هذه الأدلة:

1- أدلة القول الأول (التحريم):

استدل أصحاب القول الأول بالتحريم بقول الله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}، وقالوا: إن هذه الآية تدل على أن وقت الصيام يبدأ من طلوع الفجر الصادق، ولا يجوز الإفطار قبل ذلك.

2- أدلة القول الثاني (الجواز مع وجوب القضاء):

استدل أصحاب القول الثاني بالجواز مع وجوب القضاء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من أفطر يومًا من رمضان في غير رخصة رخصها الله له، لم يقضه صيام الدهر كله وإن صامه”، وقالوا: إن هذا الحديث يدل على أن الإفطار قبل الأذان بدون قصد جائز، ولكن يجب على من أفطر قضاء هذا اليوم.

3- أدلة القول الثالث (الجواز مع عدم وجوب القضاء):

استدل أصحاب القول الثالث بالجواز مع عدم وجوب القضاء بقول الله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}، وقالوا: إن هذه الآية تدل على أن الصيام فرض على من شهد الشهر، ولا إثم على من أفطر بسبب المرض أو السفر، وقالوا: إن الإفطار قبل الأذان بدون قصد يشبه الإفطار بسبب المرض أو السفر، فلا حرج في ذلك ولا يجب على من أفطر قضاء هذا اليوم.

الخلاصة:

اختلف الفقهاء في حكم الإفطار قبل الأذان بدون قصد، فمنهم من قال بالتحريم، ومنهم من قال بالجواز مع وجوب القضاء، ومنهم من قال بالجواز مع عدم وجوب القضاء. واستند كل من الفقهاء إلى أدلة من الشريعة الإسلامية. والصحيح من أقوال الفقهاء هو القول الذي يقول بالجواز مع وجوب القضاء، وذلك لأن الإفطار قبل الأذان بدون قصد يعد إخلالاً بركن من أركان الصيام، وهو الامتناع عن الطعام والشراب من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.

أضف تعليق