حكم الإيمان باليوم الآخر

حكم الإيمان باليوم الآخر

عنوان المقال: حكم الإيمان باليوم الآخر

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،،،

فالإيمان باليوم الآخر هو أحد أركان الإيمان الستة في الإسلام، وهو الاعتقاد بأن هناك حياة بعد الموت وأن الله سبحانه وتعالى سيحاسب الناس على أعمالهم في الدنيا. والإيمان باليوم الآخر له أهمية كبيرة في حياة المسلم، فهو يجعله يعمل الصالحات ويبتعد عن المعاصي، ويصبر على المصائب والشدائد التي تواجهه في حياته، كما أنه يجعله متفائلاً بالمستقبل وينتظر حياة أخرى أفضل من هذه الحياة الدنيا.

أهمية الإيمان باليوم الآخر:

1. الإيمان باليوم الآخر يجعل المسلم يعمل الصالحات:

– إن الإيمان باليوم الآخر يجعل المسلم يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى سيحاسبه على أعماله في الدنيا، وهذا يجعله حريصًا على أداء العبادات والطاعات والابتعاد عن المعاصي والذنوب.

– كذلك، فإن الإيمان باليوم الآخر يجعل المسلم حريصًا على الإحسان إلى الآخرين ومساعدتهم، لأن الله سبحانه وتعالى سيجزيه على ذلك في الآخرة.

2. الإيمان باليوم الآخر يجعل المسلم يصبر على المصائب والشدائد:

– إن الإيمان باليوم الآخر يجعل المسلم يعرف أن هذه الحياة الدنيا ليست هي الحياة الحقيقية، وأن هناك حياة أخرى بعد الموت أفضل بكثير من هذه الحياة، وهذا يجعله يصبر على المصائب والشدائد التي تواجهه في حياته، لأنه يعلم أنها ستكون سببًا في رفعة درجته في الآخرة.

3. الإيمان باليوم الآخر يجعل المسلم متفائلاً بالمستقبل:

– إن الإيمان باليوم الآخر يجعل المسلم متفائلاً بالمستقبل، لأنه يعلم أن الله سبحانه وتعالى سيجازيه على أعماله الصالحة في هذه الدنيا بحياة أفضل في الآخرة.

4. الإيمان باليوم الآخر يجعل المسلم حريصًا على الاستعداد له:

– إن الإيمان باليوم الآخر يجعل المسلم حريصًا على الاستعداد له من خلال أداء العبادات والطاعات والابتعاد عن المعاصي والذنوب، وكذلك من خلال التزود بالأعمال الصالحة التي ستكون سببًا في رفعة درجته في الآخرة.

دلائل الإيمان باليوم الآخر:

1. الدليل من القرآن الكريم:

– قال الله تعالى في سورة غافر: “يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ” (سورة غافر، الآية 26)

– وقال تعالى في سورة القيامة: “يَوْمَ هُمْ بَرَزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ” (سورة القيامة، الآية 19)

2. الدليل من السنة النبوية:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (رواه مسلم)

– عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من مات على غير توبة مات ميتة جاهلية” (رواه أحمد والترمذي)

3. الدليل من العقل:

– إن العقل يحكم بوجود يوم القيامة، لأن هذه الحياة الدنيا مليئة بالظلم والفساد، ولا يمكن أن يكون هذا هو نهاية المطاف، بل لا بد من وجود حياة أخرى بعد الموت يحاسب فيها الظالمون ويكرم فيها المظلومون.

أركان الإيمان باليوم الآخر:

1. الإيمان بالموت:

– الإيمان بالموت هو الاعتقاد بأن كل إنسان سيموت عاجلاً أم آجلاً، وأن الموت هو نهاية الحياة الدنيا وبداية الحياة الآخرة.

2. الإيمان بالبعث والنشور:

– الإيمان بالبعث والنشور هو الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى سيعيد الموتى إلى الحياة يوم القيامة، وأنهم سيحاسبون على أعمالهم في الدنيا.

3. الإيمان بالجنة والنار:

– الإيمان بالجنة والنار هو الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى أعد للجنة لمن عمل الصالحات في الدنيا، وأنار لمن عمل السيئات في الدنيا.

صفات يوم القيامة:

1. يوم القيامة يوم طويل:

– قال الله تعالى في سورة السجدة: “يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ” (سورة السجدة، الآية 9)

2. يوم القيامة يوم عسير:

– قال الله تعالى في سورة الأحقاف: “هُوَ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ” (سورة الأحقاف، الآية 17)

3. يوم القيامة يوم الحساب:

– قال الله تعالى في سورة غافر: “إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى” (سورة غافر، الآية 15)

كيف نستعد ليوم القيامة؟

1. الإكثار من العبادات والطاعات:

– إن الإكثار من العبادات والطاعات هو أفضل طريقة للاستعداد ليوم القيامة، لأنها سبب في رفع الدرجات في الجنة.

2. الابتعاد عن المعاصي والذنوب:

– إن الابتعاد عن المعاصي والذنوب هو أيضًا من أهم طرق الاستعداد ليوم القيامة، لأنها سبب في النجاة من النار.

3. الإحسان إلى الآخرين:

– إن الإحسان إلى الآخرين هو من أفضل طرق الاستعداد ليوم القيامة، لأن الله سبحانه وتعالى سيجازي المحسنين بالإحسان في الجنة.

الخاتمة:

الإيمان باليوم الآخر هو ركن أساسي من أركان الإيمان الستة في الإسلام، وهو الاعتقاد بأن هناك حياة بعد الموت وأن الله سبحانه وتعالى سيحاسب الناس على أعمالهم في الدنيا. والإيمان باليوم الآخر له أهمية كبيرة في حياة المسلم، فهو يجعله يعمل الصالحات ويبتعد عن المعاصي، ويصبر على المصائب والشدائد التي تواجهه في حياته، كما أنه يجعله متفائلاً بالمستقبل وينتظر حياة أخرى أفضل من هذه الحياة الدنيا.

أضف تعليق