حكم من حلف بالطلاق ثم أراد الرجوع عن يمينه
مقدمة:
الطلاق هو حل الرابطة الزوجية بين الرجل والمرأة، وهو من أبغض الحلال عند الله تعالى، وقد شرعه الله تعالى لضرورة قد تقتضي ذلك، مثل نشوز الزوجة أو عدم القدرة على العشرة بالمعروف.
أقسام الحلف بالطلاق:
ينقسم الحلف بالطلاق إلى قسمين:
1- الحلف المعلق: هو الحلف الذي يكون مشروطًا بوقوع شيء معين، مثل أن يقول الزوج: “والله إن خرجت من البيت فأنت طالق”.
2- الحلف المطلق: هو الحلف الذي لا يكون مشروطًا بشيء معين، مثل أن يقول الزوج: “والله أنت طالق”.
حكم الحلف بالطلاق:
يختلف حكم الحلف بالطلاق باختلاف نوع الحلف:
1- حكم الحلف المعلق: إذا وقع الشرط الذي علق عليه الحلف، فإن الحلف يقع ويلزم الزوج بالطلاق. أما إذا لم يقع الشرط، فإن الحلف لا يقع ولا يلزم الزوج بشيء.
2- حكم الحلف المطلق: إذا حلف الزوج بالطلاق مطلقًا، فإن الحلف يقع ويلزم الزوج بالطلاق فورًا، ولا يشترط وقوع أي شرط لوقوع الحلف.
كفارة الحلف بالطلاق:
إذا حلف الزوج بالطلاق ثم أراد الرجوع عن يمينه، فعليه أن يكفر عن يمينه، وذلك بأن يعتق رقبة مؤمنة، أو يصوم شهرين متتابعين، أو يطعم ستين مسكينًا.
أدلة شرعية على حكم الحلف بالطلاق:
1- قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (البقرة: 224).
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليكفر عن يمينه وليفعل الخير” (رواه مسلم).
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حلف بالطلاق أن لا يفعل شيئًا ثم فعله، فعليه كفارة يمين” (رواه الترمذي).
كيف يتجنب المسلم الحلف بالطلاق؟
1- عليه أن يتجنب الحلف بالطلاق قدر الإمكان، وأن لا يحلف إلا في حالة الضرورة القصوى.
2- إذا اضطر إلى الحلف بالطلاق، فعليه أن يحلف بالحلف المعلق، حتى لا يقع الحلف إلا إذا وقع الشرط الذي علق عليه.
3- إذا حلف بالطلاق مطلقًا، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى فورًا، وأن يكفر عن يمينه.
خاتمة:
الحلف بالطلاق من الأمور الخطيرة التي يجب على المسلم أن يتجنبها قدر الإمكان، لما فيه من إثم كبير وعواقب وخيمة. فإذا اضطر المسلم إلى الحلف بالطلاق، فعليه أن يتبع أحكام الشرع في ذلك، وأن يكفر عن يمينه إذا أراد الرجوع عنها.