حكم الصيام قبل رمضان بيوم أو يومين

حكم الصيام قبل رمضان بيوم أو يومين

إن الصوم هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر، والصوم يكون عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويبدأ شهر رمضان المبارك الذي فرض فيه الصيام في اليوم الأول من الشهر التاسع من التقويم الهجري، ويستمر لمدة 30 يومًا أو 29 يومًا حسب رؤية الهلال.

صيام يوم الشك

– صيام يوم الشك هو صيام اليوم الثلاثين من شهر شعبان، والذي يسبق شهر رمضان المبارك مباشرة، ويسمى يوم الشك لأنه يكون يومًا مشكوكًا فيه هل هو من شهر شعبان أم من شهر رمضان، وذلك لأن رؤية هلال شهر رمضان قد تكون متعذرة في بعض الأحيان بسبب الغيوم أو العوامل الجوية الأخرى.

– وقد ورد في السنة النبوية أحاديث تدل على مشروعية صيام يوم الشك، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صوموا لرؤية الهلال وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا».

– ومن المعلوم أن يوم الشك ليس من شهر رمضان، لكن من المستحب صيامه احتياطًا، قال العلماء: لا يكره صيام يوم الشك لما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام يوم الشك احتسابًا كان له مثل أجر صيام شهر».

صيام يوم أو يومين قبل رمضان

– لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يدل على حكم صيام يوم أو يومين قبل رمضان، لكن يستحب صيامهما احتياطًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستحب صيام ما بين شعبان ورمضان، وهو صيام التطوع.

– قال الشيخ ابن جبرين رحمه الله: “لا بأس بصيام يوم أو يومين قبل رمضان، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل شعبان أمر بلالاً أن ينادي: يا أيها الناس قد أقبل شهر رمضان، شهر الصبر، شهر فيه تضاعف الحسنات، ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة الإيمان والاحتساب غفر له ما تقدم من ذنبه” فدل ذلك على استحباب صيام ما بين شعبان ورمضان.

– وعلى المسلم صيام يومي السبت والخميس من كل أسبوع، حتى ولو كانا في شهر شعبان، لأن صيام هذين اليومين مستحب في جميع السنة، وليس خاصًا بشعبان أو رمضان.

صيام الأيام البيض

– الأيام البيض هي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري، ويستحب صيامها في جميع الشهور، وقد ثبت في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومها.

– روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صوم ثلاثة أيام من كل شهر، صوموا يومي الأيام البيض، فإنه يوم عرفة ويوم النحر ويوم القر».

– وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر لا يدعهن: أوّل خميس في الشهر والأيام البيض».

صيام شهر شعبان

– شهر شعبان هو الشهر الثامن من التقويم الهجري، ويقع بين شهري رجب ورمضان، ويستحب صيامه كاملاً أو التطوع فيه بصيام بعض الأيام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الكثير منه.

– قال النووي رحمه الله: “يستحب صيام شهر شعبان كله أو أكثره، وهو أفضل من صيام رجب، واستحباب صيامه ثبت بالسنة الصحيحة، وقد كان النبي يصومه غالبًا”.

– وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل شعبان فلا تصوموا حتى تصوموا رمضان».

حكم صيام ستة أيام من شوال

– بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، يستحب صيام ستة أيام من شهر شوال، ويسمى هذا الصيام بصيام السنة، وهو يعدل صيام سنة كاملة.

– روى أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، كان كصيام الدهر».

– وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بصيام ستة أيام من شوال، فقال رجل: يا رسول الله، أمرتنا بصيام شهر رمضان وهو فرض، ثم أمرتنا بستة أيام من شوال وهي تطوع، فقال: هي سنة لمن صامها».

صيام يوم عرفة

– يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو يوم وقفة الحجاج في مشعر عرفة، ويستحب صيامه لمن لم يكن حاجًا.

– روى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صيام يوم عرفة يكفر سنتين: سنة ماضية وسنة آتية».

– وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إن صمت يوم عرفة؟ قال: يكفر السنة الماضية والآتية».

فضل صيام التطوع

– صيام التطوع هو كل صيام غير رمضان وصيام القضاء وصيام الكفارات، ويستحب صيامه في جميع أيام السنة إلا الأيام المنهي عن صيامها.

– قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام يومًا ابتغاء وجه الله، حرم الله على النار وجهه»، وقال: «الصيام نصف الصبر، والصبر نصف الإيمان».

– ويضاعف الله تعالى أجر صيام التطوع، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام تطوعًا بعثه الله إلى الجنة يقول: يا عبدي، صمت تطوعًا فأطعمتك و سقيتك».

الخلاصة

– لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يدل على حكم صيام يوم أو يومين قبل رمضان، ولكن يستحب صيامهما احتياطًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستحب صيام ما بين شعبان ورمضان.

– يستحب صيام يوم الشك، ويوم عرفة، وستة أيام من شوال، والأيام البيض، وصيام شهر شعبان، وصيام يومي السبت والخميس من كل أسبوع.

– صيام التطوع مستحب في جميع أيام السنة إلا الأيام المنهي عن صيامها، ويضاعف الله تعالى أجر صيام التطوع.

أضف تعليق