حكم اليمين الغموس

حكم اليمين الغموس

مقدمة:

اليمين الغموس هي نوع من أنواع اليمين التي يحلفها الإنسان على أمر معين، ولكنها تكون يمينًا كاذبة أو باطلة، ويكون الحالف فيها قد تعمد الكذب والخداع، وقد تكون اليمين الغموس على أمر بسيط أو على أمر خطير، ولكن في جميع الأحوال فهي يمين غير مشروعة وغير مقبولة في الشريعة الإسلامية، بل إنها من الكبائر التي نهى عنها الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

الأدلة الشرعية على تحريم اليمين الغموس:

1. قوله تعالى: {وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُذْرًا لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 224].

2. قوله تعالى: {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم: 10-13].

3. قوله صلى الله عليه وسلم: «أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر» [رواه مسلم].

أسباب تحريم اليمين الغموس:

1. أنها تزرع الكذب والخداع بين الناس، وتدمر الثقة بينهم.

2. أنها تفسد ذات الحالف، وتجعله عادًا على الكذب واليمين الباطلة.

3. أنها تؤدي إلى الحنث في اليمين، وهذا من الكبائر التي نهى عنها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

4. أنها تسبب الضرر للآخرين، سواء كان هذا الضرر ماديًا أو معنويًا.

أقسام اليمين الغموس:

1. اليمين الغموس الصريحة: وهي اليمين التي يكون الحالف فيها قد تعمد الكذب والخداع بشكل واضح وصريح.

2. اليمين الغموس الضمنية: وهي اليمين التي يكون الحالف فيها قد تعمد الكذب والخداع بشكل غير مباشر أو ضمني.

3. اليمين الغموس الجاهلة: وهي اليمين التي يحلفها الإنسان على أمر يجهله، ثم يتبين له أنه كان مخطئًا أو كاذبًا.

حكم اليمين الغموس:

1. حكم اليمين الغموس الصريحة هو الحرمة، وهي من الكبائر التي نهى عنها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

2. حكم اليمين الغموس الضمنية هو الحرمة أيضًا، لأنها نوع من الخداع والتلبيس.

3. حكم اليمين الغموس الجاهلة هو عدم الإثم، ولكن يجب على الحالف أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره، لأن الجهل لا يسقط الإثم إلا إذا كان جهلًا قاصرًا.

آثار اليمين الغموس على الحالف:

1. حرمان الحالف من ثقة الناس به، وجعله منبوذًا بينهم.

2. إفساد ذات الحالف، وجعله عادًا على الكذب واليمين الباطلة.

3. تعريض الحالف للعقوبة الإلهية في الدنيا والآخرة.

طرق التخلص من اليمين الغموس:

1. التوبة إلى الله تعالى والاستغفار منه.

2. أداء الكفارة وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، أو صيام ثلاثة أيام.

3. تجنب الأسباب التي تؤدي إلى الحلف باليمين الغموس، مثل الغضب والشهوة والجهل.

الخاتمة:

اليمين الغموس من الكبائر التي نهى عنها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهي تزرع الكذب والخداع بين الناس، وتدمر الثقة بينهم، وتفسد ذات الحالف، وتؤدي إلى الحنث في اليمين، وتسبب الضرر للآخرين.

أضف تعليق