كفارة اليمين الغموس
مقدمة:
اليمين هي حلف بالله على فعل شيء أو تركه، وهي من الأمور التي لها أهمية كبيرة في الإسلام، وقد شرعها الله تعالى لأغراض عديدة، منها: تقوية الصدق والأمانة، والحيلولة دون الكذب والغدر، وحسم المنازعات، وإقرار الحقوق.
أنواع اليمين:
تنقسم اليمين إلى قسمين: يمين لغو ويمين عمد.
– يمين اللغو: هي اليمين التي يحلفها الشخص من غير قصد أو تفكير، مثل أن يحلف على شيء ثم ينساه، أو أن يحلف على شيء ثم يتبين له أنه غير صحيح.
– يمين العمد: هي اليمين التي يحلفها الشخص بقصد وعمد، مثل أن يحلف على شيء وهو يعلم أنه غير صحيح، أو أن يحلف على شيء وهو لا يعلم هل هو صحيح أم لا.
حكم الحلف بالله:
الحلف بالله تعالى من الأمور الخطيرة التي يجب على المسلم أن يتجنبها إلا للضرورة، فقد قال الله تعالى: )وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ( (سورة القلم: 10).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حلف بالله كاذبًا متعمدًا فقد كفر”.
كفارة اليمين الغموس:
اليمين الغموس هي اليمين التي يحلفها الشخص على شيء وهو يعلم أنه غير صحيح، أو أن يحلف على شيء وهو لا يعلم هل هو صحيح أم لا.
وكفارة اليمين الغموس هي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا.
كيفية عتق الرقبة:
عتق الرقبة هو تحرير عبد أو أمة من العبودية، وذلك بدفع مبلغ من المال إلى سيده أو سيدتها، أو بإبراء ذمته من الدين الذي عليه.
كيفية صيام شهرين متتابعين:
صيام شهرين متتابعين يعني صيام شهرين كاملين دون انقطاع، وذلك في أي وقت من السنة، ولا يجوز للمسلم أن يفطر في هذين الشهرين إلا لعذر شرعي.
كيفية إطعام ستين مسكينًا:
إطعام ستين مسكينًا يعني إعطاء كل واحد منهم وجبة كاملة من الطعام، وذلك في يوم واحد أو في أيام متفرقة، ويجوز للمسلم أن يطعم المساكين بنفسه أو أن يوكل غيره بذلك.
شروط كفارة اليمين الغموس:
– أن تكون اليمين غموسًا، أي أن يحلف الشخص على شيء وهو يعلم أنه غير صحيح، أو أن يحلف على شيء وهو لا يعلم هل هو صحيح أم لا.
– أن يكون الحالف بالغًا عاقلًا مختارًا.
– أن يكون الحالف قادرًا على أداء الكفارة.
حكمة مشروعية كفارة اليمين الغموس:
شرع الله تعالى كفارة اليمين الغموس لعدة حِكَم، منها:
– تكفير ذنب الحالف بالله كذبًا.
– ردعه عن الحلف بالله كذبًا في المستقبل.
– تعويض من تضرر من يمينه الكاذبة.
في الختام:
كفارة اليمين الغموس هي من الأمور التي يجب على المسلم أن يتعلمها ويفهمها، وذلك حتى يتجنب الوقوع في الحلف بالله كذبًا، وإن وقع في ذلك فعليه أن يبادر إلى أداء الكفارة.