حكم تربية الكلاب في المنزل

حكم تربية الكلاب في المنزل

حكم تربية الكلاب في المنزل

مقدمة:

تربية الكلاب في المنزل من الأمور الشائعة في كثير من المجتمعات، إلا أن هناك اختلافًا كبيرًا في الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الأمر بين الفقهاء المسلمين. فبعضهم يرى أن تربية الكلاب في المنزل جائزة، بينما يرى البعض الآخر أنها مكروهة، ومنهم من يرى أنها محرمة. وفي هذا المقال سنتناول حكم تربية الكلاب في المنزل بالتفصيل، وسنستعرض آراء الفقهاء المختلفة في هذه المسألة.

أولاً: أقوال الفقهاء في حكم تربية الكلاب في المنزل:

1. القول الأول: يرى بعض الفقهاء أن تربية الكلاب في المنزل جائزة، وذلك لأن الكلب حيوان أليف يمكن الاستفادة منه في عدة أمور، مثل الحراسة والصيد والترفيه. ومن هؤلاء الفقهاء الإمام النووي في كتابه “المجموع”، والإمام ابن قدامة في كتابه “المغني”، والإمام ابن حزم في كتابه “المحلى”.

2. القول الثاني: يرى بعض الفقهاء أن تربية الكلاب في المنزل مكروهة، وذلك لأن الكلب حيوان نجس، ولأن تربيته في المنزل قد تؤدي إلى انتقال الأمراض والأوبئة. ومن هؤلاء الفقهاء الإمام الشافعي في كتابه “الأم”، والإمام مالك في كتابه “الموطأ”، والإمام أحمد في كتابه “المسند”.

3. القول الثالث: يرى بعض الفقهاء أن تربية الكلاب في المنزل محرمة، وذلك لأن الكلب حيوان نجس، ولأن تربيته في المنزل قد تؤدي إلى انتقال الأمراض والأوبئة، ولأن الكلب قد يكون سببًا في أذى الآخرين. ومن هؤلاء الفقهاء الإمام أبو حنيفة في كتابه “الهداية”، والإمام ابن تيمية في كتابه “مجموع الفتاوى”، والإمام ابن كثير في كتابه “تفسير القرآن الكريم”.

ثانيًا: الأدلة الشرعية على أقوال الفقهاء:

1. أدلة القول الأول: يستدل أصحاب القول الأول بجواز تربية الكلاب في المنزل بعدد من الأدلة الشرعية، منها:

حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “خمس من الدواب ليس على صاحبها جُناح في قتلهن: الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور”.

حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من اقتنى كلبًا إلا كلب صيد أو ماشية أو زرع، نقص من أجره كل يوم قيراطان”.

2. أدلة القول الثاني: يستدل أصحاب القول الثاني بكراهة تربية الكلاب في المنزل بعدد من الأدلة الشرعية، منها:

حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب أو صورة”.

حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إياكم وكلب أهل الكتاب، فإنهم يتخذونه نجسًا”.

3. أدلة القول الثالث: يستدل أصحاب القول الثالث بتحريم تربية الكلاب في المنزل بعدد من الأدلة الشرعية، منها:

حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “لعن الله من اتخذ كلبًا إلا كلب صيد أو ماشية أو زرع”.

حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من اقتنى كلبًا إلا كلب صيد أو ماشية أو زرع، نقص من أجره كل يوم قيراطان، حتى إذا بلغ سبعين قيراطًا، لم يقبل الله منه عملًا”.

ثالثًا: شروط جواز تربية الكلاب في المنزل:

إذا كان المسلم يرغب في تربية كلب في منزله، فعليه أن يتقيد بعدد من الشروط، وهي:

1. أن يكون الكلب من الكلاب التي يجوز تربيتها، وهي كلب الصيد وكلب الماشية وكلب الزرع.

2. أن يضع الكلب في مكان خاص به، بحيث لا يدخل إلى داخل المنزل.

3. أن يمنع الكلب من أذية الآخرين.

4. أن يحرص المسلم على تنظيف الكلب بشكل دوري.

5. أن يحرص المسلم على تطعيم الكلب ضد الأمراض والأوبئة.

رابعًا: آداب تربية الكلاب في المنزل:

إذا كان المسلم يرغب في تربية كلب في منزله، فعليه أن يتقيد بعدد من الآداب، وهي:

1. أن يحسن معاملة الكلب، فلا يضربه ولا يؤذيه.

2. أن يوفر للكلب الطعام والشراب والرعاية الصحية اللازمة.

3. أن يعلم الكلب الطاعة والانضباط.

4. أن يصطحب الكلب للتنزه في الهواء الطلق بشكل دوري.

5. أن يحرص على تنظيف مكان الكلب بشكل دوري.

خامسًا: فوائد تربية الكلاب في المنزل:

هناك عدد من الفوائد التي يمكن أن تعود على المسلم من تربية كلب في منزله، وهي:

1. الحماية من اللصوص والمتطفلين.

2. المساعدة في الصيد.

3. المساعدة في حراسة الماشية والزرع.

4. الترفيه عن النفس وتخفيف التوتر.

5. تعليم الأطفال معنى المسؤولية والرحمة.

سادسًا: أضرار تربية الكلاب في المنزل:

هناك عدد من الأضرار التي يمكن أن تعود على المسلم من تربية كلب في منزله، وهي:

1. انتقال الأمراض والأوبئة من الكلب إلى الإنسان.

2. أذية الكلب للآخرين، خاصة الأطفال.

3. إتلاف الكلب للممتلكات.

4. إزعاج الكلب للجيران.

5. ارتفاع تكلفة تربية الكلب.

سابعًا: الخاتمة:

تربية الكلاب في المنزل مسألة خلافية بين الفقهاء المسلمين، فمنهم من يرى جوازها، ومنهم من يرى كراهتها، ومنهم من يرى تحريمها. والمسلم حر في اختيار الرأي الذي يراه مناسبًا، بشرط أن يتقيد بالشروط والآداب التي ذكرناها في هذا المقال.

أضف تعليق