حكم حلق اللحية عند المالكية

حكم حلق اللحية عند المالكية

حكم حلق اللحية عند المالكية

مقدمة

اللحية هي شعر الذقن والوجنتين، وهي من شعائر الفطرة التي دعا إليها الإسلام، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تحث على إعفاء اللحية وتكره حلقها. وقد اختلف الفقهاء في حكم حلق اللحية، فذهب المالكية إلى تحريم حلق اللحية، وهو مذهب جمهور الفقهاء، وذهب الحنفية إلى جواز حلق اللحية، وهو مذهب شاذ.

دليل المالكية على تحريم حلق اللحية

استدل المالكية على تحريم حلق اللحية بعدد من الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع:

1. الأدلة من الكتاب:

قال الله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31]. والزينة تشمل اللحية، فحلقها إضاعة للزينة التي أمر الله بها.

قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء: 70]. وتفضيل الله للإنسان على سائر المخلوقات يتمثل في خلقه على أحسن تقويم، ومن ذلك إعطاؤه اللحية.

2. الأدلة من السنة:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى” [رواه البخاري ومسلم].

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من غير خلق الله فليس منا، ومن تشبه بقوم فهو منهم، ومن حلق لحيته فقد تشبه بالمجوس” [رواه أبو داود والترمذي والنسائي].

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، والاستنجاء بالماء” [رواه ابن ماجه والبيهقي].

3. الإجماع:

اتفق جمهور الفقهاء على تحريم حلق اللحية، ولم يختلف في ذلك إلا الحنفية، وهذا الإجماع حجة شرعية تدل على تحريم حلق اللحية.

حكم حلق بعض اللحية

ذهب المالكية إلى أن حلق بعض اللحية حرام، ولو شعرة واحدة، واستدلوا على ذلك بحديث ابن عمر رضي الله عنهما السابق، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى”.

حكم حلق اللحية عند الضرورة

ذهب المالكية إلى أنه يجوز حلق اللحية عند الضرورة، مثل أن يكون الإنسان مريضًا ويحتاج إلى حلق لحيته من أجل العلاج، أو أن يكون في سجن ويجبره السجانون على حلق لحيته، أو أن يكون في بلد غير مسلم ويخشى على نفسه من الأذى إذا ترك لحيته.

حكم حلق اللحية للزينة

ذهب المالكية إلى أن حلق اللحية للزينة حرام، لأنها من شعائر الفطرة التي أمر الله بها، وحلقها إضاعة للزينة التي أمر الله بها.

حكم حلق اللحية للمحرم

ذهب المالكية إلى أنه يجوز للمحرم حلق لحيته إذا كان مضطرًا إلى ذلك، مثل أن يكون مريضًا أو في سجن أو في بلد غير مسلم ويخشى على نفسه من الأذى إذا ترك لحيته.

حكم حلق اللحية للصبي

ذهب المالكية إلى أنه لا يجوز حلق لحية الصبي، لأنها من شعائر الفطرة التي أمر الله بها، وحلقها إضاعة للزينة التي أمر الله بها.

حكم حلق اللحية للمرأة

ذهب المالكية إلى أنه لا يجوز للمرأة حلق لحيته، لأنها ليست من شعائر الفطرة التي أمر الله بها، وحلقها إضاعة للزينة التي أمر الله بها.

الخاتمة

ذهب المالكية إلى تحريم حلق اللحية، وهو مذهب جمهور الفقهاء، واستدلوا على ذلك بعدد من الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع. وذهب الحنفية إلى جواز حلق اللحية، وهو مذهب شاذ.

أضف تعليق