حكم سجود التلاوة بدون وضوء

حكم سجود التلاوة بدون وضوء

مقدمة

سجود التلاوة هو أحد السنن المؤكدة في الإسلام، وهو سجود لله تعالى عند قراءة بعض الآيات القرآنية التي ورد فيها الأمر بالسجود، وقد اختلف العلماء في حكم سجود التلاوة بدون وضوء، فذهب بعضهم إلى أنه لا يجوز سجود التلاوة بدون وضوء، وذهب آخرون إلى أنه يجوز سجود التلاوة بدون وضوء.

أدلة القائلين بوجوب الوضوء لسجود التلاوة

1. الأدلة من السنة النبوية:

روى البخاري ومسلم وغيرهما عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ سجدة في صلاة أو في غير صلاة يسجد لها، ثم أومأ إلى الذي يليه: اسجد، فإن لم يسجد لم يقاتله”.

وفي رواية لأحمد وأبي داود وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا القرآن، فإذا مر بسجدة سجد وسجدنا معه”.

وقد استدل أصحاب هذا القول بهذه الأحاديث على وجوب الوضوء لسجود التلاوة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسجد لسجود التلاوة في الصلاة وغير الصلاة، وكان يأمر من كان بجانبه أن يسجد معه، وهذا يدل على أنه لا يجوز سجود التلاوة إلا بعد الوضوء، لأن الصلاة لا تصح إلا بالوضوء.

2. الأدلة من القياس:

قياس سجود التلاوة على سجود الصلاة، فكما أن سجود الصلاة لا يصح إلا بعد الوضوء، كذلك سجود التلاوة لا يصح إلا بعد الوضوء.

3. الأدلة من المعقول:

إن سجود التلاوة تعظيم لله تعالى، وإظهار الخضوع والانقياد له، وهذا لا يليق إلا أن يكون بعد الوضوء، لأن الوضوء هو شرط من شروط العبادة، وهو يطهر البدن والثياب من النجاسة.

أدلة القائلين بجواز سجود التلاوة بدون وضوء

1. الأدلة من السنة النبوية:

روى أبو داود والنسائي وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي تطوعًا في البيت، فلا يزال في سجوده، فيجيء أحد بني فاطمة، فيدخل عليه فيقبله، ثم يعود إلى سجوده”.

وفي رواية لابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في البيت، فيدخل الحسين رضي الله عنه وهو ساجد، فيركبه، فيقبل قدميه، ثم يعود إلى سجوده”.

وقد استدل أصحاب هذا القول بهذه الأحاديث على جواز سجود التلاوة بدون وضوء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسجد سجود التلاوة في البيت، وكان يُقبِّل الحسين رضي الله عنه وهو ساجد، وهذا يدل على أنه لا يشترط الوضوء لسجود التلاوة.

2. الأدلة من القياس:

قياس سجود التلاوة على تلاوة القرآن، فكما أن تلاوة القرآن لا تشترط لها الطهارة، كذلك سجود التلاوة لا يشترط له الطهارة.

3. الأدلة من المعقول:

إن سجود التلاوة ليس عبادة مستقلة،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *