حكم سجود التلاوة للحائض

حكم سجود التلاوة للحائض

حكم سجود التلاوة للحائض

مقدمة:

سجود التلاوة هو سجود مشروع عند قراءة بعض آيات القرآن الكريم، وقد وردت أحكام مختلفة بشأن مشروعية سجود التلاوة للمرأة الحائض، فمنهم من قال بجوازه ومنهم من قال بعدم جوازه، وفي هذا المقال سوف نستعرض الأدلة الشرعية والأقوال الفقهية المختلفة في حكم سجود التلاوة للحائض.

أدلة مشروعية سجود التلاوة للحائض:

هناك عدد من الأدلة التي يستدل بها على مشروعية سجود التلاوة للمرأة الحائض، ومنها:

العموم الوارد في الأمر بسجود التلاوة: فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بسجود التلاوة مطلقًا دون تخصيص لفئة معينة، وهذا يدل على أن الأمر يشمل المرأة الحائض وغير الحائض.

قوله تعالى: (فَاسْجُدُوا للهِ وَاعْبُدُوا): هذه الآية الكريمة عامة تشمل جميع المسلمين ذكورًا وإناثًا، ولا يوجد فيها ما يخص الحائض بالمنع من السجود.

قيام بعض الصحابيات بسجود التلاوة أثناء الحيض: فقد روي عن بعض الصحابيات كعائشة وأم سلمة أنهن كن يسجدن للتلاوة وهن حائض، وهذا يدل على جواز سجود التلاوة للمرأة الحائض.

أدلة عدم مشروعية سجود التلاوة للحائض:

هناك أيضًا عدد من الأدلة التي يستدل بها على عدم مشروعية سجود التلاوة للمرأة الحائض، ومنها:

نهي النبي صلى الله عليه وسلم الحائض عن الصلاة: فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم المرأة الحائض عن الصلاة، والصلاة تتضمن السجود، وهذا يدل على أن سجود التلاوة لا يجوز للمرأة الحائض.

قوله تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ): هذه الآية الكريمة تدل على أن المرأة الحائض ممنوعة من قربان الرجال، والسجود عبادة تتطلب الخضوع والخشوع، وهذا يتنافى مع كون المرأة الحائض ممنوعة من قربان الرجال.

قيام بعض الصحابيات بترك سجود التلاوة أثناء الحيض: فقد روي عن بعض الصحابيات كحفصة بنت عمر أنها كانت تترك سجود التلاوة أثناء الحيض، وهذا يدل على عدم مشروعية سجود التلاوة للمرأة الحائض.

الأقوال الفقهية المختلفة في حكم سجود التلاوة للحائض:

اختلف الفقهاء في حكم سجود التلاوة للحائض إلى ثلاثة أقوال رئيسية:

القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى عدم مشروعية سجود التلاوة للمرأة الحائض، واستدلوا بالأدلة المذكورة آنفًا.

القول الثاني: ذهب بعض الفقهاء إلى مشروعية سجود التلاوة للمرأة الحائض، واستدلوا بالأدلة المذكورة آنفًا.

القول الثالث: ذهب بعض الفقهاء إلى التفصيل في حكم سجود التلاوة للمرأة الحائض، فقالوا: إذا كانت المرأة الحائض تتوضأ وتتطهر قبل السجود فلا حرج عليها في سجود التلاوة، أما إذا لم تتوضأ وتتطهر فلا يجوز لها سجود التلاوة.

الراجح من الأقوال الفقهية:

الراجح من الأقوال الفقهية هو القول الأول القائل بعدم مشروعية سجود التلاوة للمرأة الحائض، وذلك للأدلة الشرعية الواردة في هذا الشأن، ولأن سجود التلاوة عبادة تتطلب الخضوع والخشوع، وهذا يتنافى مع كون المرأة الحائض ممنوعة من قربان الرجال.

الخاتمة:

حكم سجود التلاوة للمرأة الحائض هو أنه لا يجوز لها السجود للتلاوة أثناء الحيض، وذلك استنادًا إلى الأدلة الشرعية والأقوال الفقهية الراجحة، ويجب على المرأة الحائض أن تترك سجود التلاوة حتى تطهر وتغتسل.

أضف تعليق