هل سجود التلاوة واجب

هل سجود التلاوة واجب

مقدمة

سجود التلاوة هو أحد أنواع السجود في الإسلام، ويُشرع عند قراءة آيات معينة من القرآن الكريم، وقد اختلف العلماء في حكم سجود التلاوة، فمنهم من أوجبه وجعله من الواجبات، ومنهم من جعله سنة مؤكدة، ومنهم من جعله جائزًا لا يُشرع فعله، وفي هذا المقال سوف نناقش حكم سجود التلاوة بالتفصيل.

أقوال العلماء في حكم سجود التلاوة

اتفق العلماء على أنَّ سُجود التِّلاوة سُنَّة مؤكَّدة، مستحبة عند جمهور العُلماء، وواجب عند بعضهم. اختلف الأئمة في حكم سجود التلاوة، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه سنة مؤكدة، وقال الحنفية إنه مستحب، وذهب الإمام مالك إلى وجوبه، واختلف الشافعية في ذلك.

أدلة وجوب سجود التلاوة

هناك عدد من الأدلة التي استدل بها العلماء على وجوب سجود التلاوة، ومن أهمها:

الدليل الأول: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا قرأت السجدة فاسجد واسجدوا”.

الدليل الثاني: حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ سورة، فإذا بلغ سجدة فسجد كتب له بها سجدتان”.

الدليل الثالث: حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “السجود في القرآن واجب”.

أدلة عدم وجوب سجود التلاوة

هناك أيضًا عدد من الأدلة التي استدل بها العلماء على عدم وجوب سجود التلاوة، ومن أهمها:

الدليل الأول: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تسجدوا إلا لله”.

الدليل الثاني: حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى المغرب في بني قريظة، فقرأ سجدة فلم يسجد.

الدليل الثالث: حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا سجود إلا لله، ولا سجود في صلاة النهار”.

حكم سجود التلاوة في أثناء الصلاة

اتفق العلماء على أنه لا يجوز السجود للتلاوة في أثناء الصلاة، وذلك لأن الصلاة عبادة مستقلة، ولا يجوز أن تُشرك بها عبادة أخرى، ويدل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تسجدوا في صلاة النهار إلا لسجود القرآن”.

حكم سجود التلاوة خارج الصلاة

اختلف العلماء في حكم سجود التلاوة خارج الصلاة، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه سنة مؤكدة، وقال الحنفية إنه مستحب، وذهب الإمام مالك إلى وجوبه، واختلف الشافعية في ذلك، والأكثر من الشافعية على القول بالوجوب.

شروط سجود التلاوة

يشترط لصحة سجود التلاوة أن يكون الساجد على طهارة كاملة، وأن يكون مستقبلاً للقبلة، وأن ينوي سجدة التلاوة، وأن يكبر عند السجود والرفع منه، وأن يضع جبهته على الأرض، وأن يسجد على سبعة أعضاء.

حكم ترك سجود التلاوة

اتفق العلماء على أن من ترك سجود التلاوة عمداً فقد أثم، وعليه أن يسجد للتلاوة بعد ذلك، سواء كان ذلك في الصلاة أو خارج الصلاة، أما من ترك سجود التلاوة سهواً فلا إثم عليه، وعليه أن يسجد للتلاوة بعد ذلك.

الخاتمة

في ختام هذا المقال، نكون قد تعرفنا على حكم سجود التلاوة بالتفصيل، ودلائل وجوبه وعدم وجوبه، وحكمه في أثناء الصلاة وخارج الصلاة، وشروط سجود التلاوة، وحكم ترك سجود التلاوة.

أضف تعليق