حكم صيام الإسراء والمعراج

حكم صيام الإسراء والمعراج

حكم صيام الإسراء والمعراج

مقدمة:

الإسراء والمعراج هي رحلة ليلية قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم صعد إلى السماوات العلى والتقى بالأنبياء والرسل، وقد فرض الله تعالى على المسلمين صيام يوم الإسراء والمعراج شكراً لله تعالى على هذه المعجزة العظيمة، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل صيام هذا اليوم، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن حكم صيام الإسراء والمعراج وفضله وكيفية صيامه.

فضل صيام الإسراء والمعراج:

ورد في فضل صيام الإسراء والمعراج أحاديث كثيرة، منها حديث رواه أبو داود والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صام يوم الإسراء والمعراج غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر”.

وروى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صام يوم الإسراء والمعراج كان كمن صام الدهر كله”.

وروى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صام يوم الإسراء والمعراج كتبت له عبادة ستين سنة”.

كيفية صيام الإسراء والمعراج:

صيام الإسراء والمعراج هو صيام يوم واحد، يبدأ من فجر يوم 27 من شهر رجب وينتهي بغروب الشمس، ولا يجوز للمسلم أن يفطر في هذا اليوم إلا لعذر شرعي، مثل المرض أو السفر.

يجب على المسلم أن ينوي صيام الإسراء والمعراج من الليل، فإن لم ينوِ حتى الصباح جاز له أن يصوم ذلك اليوم تطوعاً.

لا يشترط في صيام الإسراء والمعراج أن يكون المسلم صائماً قبل ذلك، فلو كان المسلم مفطراً في يوم 26 من شهر رجب ثم صام يوم الإسراء والمعراج جاز له ذلك.

حكم صيام الإسراء والمعراج:

صيام الإسراء والمعراج سنة مؤكدة، وقد ذهب بعض العلماء إلى أنه واجب، واستدلوا على ذلك بحديث رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من لم يصم يوم الإسراء والمعراج فلا صام ولا صلى”.

لكن جمهور العلماء على أن صيام الإسراء والمعراج سنة مؤكدة، وليس واجباً، وهذا هو الرأي الراجح، وقد قال الإمام النووي في “المجموع”: “الأقرب أنه سنة مؤكدة”.

من لا يجوز له صيام الإسراء والمعراج:

لا يجوز للمرأة الحائض أو النفساء أن تصوم الإسراء والمعراج، لأن الصيام في هذه الحالة حرام عليها.

لا يجوز للمريض الذي لا يستطيع الصيام أن يصوم الإسراء والمعراج، وعليه أن يفطر ويقضي يوماً آخر بعد ذلك.

لا يجوز للمسافر الذي يشق عليه الصيام أن يصوم الإسراء والمعراج، وعليه أن يفطر ويقضي يوماً آخر بعد ذلك.

قضاء صيام الإسراء والمعراج:

إذا أفطر المسلم يوم الإسراء والمعراج لعذر شرعي، فعليه أن يقضي هذا اليوم في وقت آخر، ولا يجوز له أن يؤخره إلى رمضان القادم.

يمكن للمسلم أن يقضي صيام الإسراء والمعراج في أي يوم من أيام السنة، إلا في أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من شهر ذي الحجة) وأيام العيدين (عيد الفطر وعيد الأضحى).

يُستحب للمسلم أن يقضي صيام الإسراء والمعراج في شهر شعبان، لأن هذا الشهر مرتبط بشهر رمضان، وقد ورد في حديث رواه الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي”.

أعمال يُستحب فعلها في يوم الإسراء والمعراج:

يُستحب للمسلم أن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الإسراء والمعراج، فقد ورد في حديث رواه الإمام الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات”.

يُستحب للمسلم أن يقرأ القرآن الكريم في يوم الإسراء والمعراج، فقد ورد في حديث رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها”.

يُستحب للمسلم أن يتصدق في يوم الإسراء والمعراج، فقد ورد في حديث رواه الإمام مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار”.

خاتمة:

صيام الإسراء والمعراج سنة مؤكدة، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل صيام هذا اليوم، ويُستحب للمسلم أن يصوم هذا اليوم وأن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأن يقرأ القرآن الكريم وأن يتصدق وأن يفعل الأعمال الصالحة الأخرى.

أضف تعليق