هل يجوز صيام الست البيض قبل القضاء

هل يجوز صيام الست البيض قبل القضاء؟

مقدمة:

صيام الست البيض سنة نبوية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو صيام ستة أيام في شهر شوال، ويبدأ بعد يوم عيد الفطر، ويستمر لمدة ستة أيام متتالية. وقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تحث على صيام الست البيض، ومنها ما رواه مسلم عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، كان كصيام الدهر”.

الشروط اللازمة لصيام الست البيض:

1. يجب أن يكون الصائم قد صام شهر رمضان كاملاً.

2. يجب أن ينوي الصائم صيام الست البيض قبل دخول شهر شوال.

3. يجب أن يكون الصائم قادراً على الصيام، فلا يجوز الصيام للمريض أو المسافر أو الحائض أو النفساء.

حكم صيام الست البيض قبل القضاء:

اختلف الفقهاء في حكم صيام الست البيض قبل القضاء على قولين:

القول الأول:

ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه يجوز صيام الست البيض قبل القضاء، واستدلوا على ذلك بما يلي:

1. أن صيام الست البيض سنة مؤكدة، والقضاء واجب، والسنة المؤكدة مقدمة على الواجب.

2. أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن صيام الست البيض قبل القضاء، بل أمر به مطلقاً.

3. أن صيام الست البيض من شأنه أن يكفر ذنوب شهر رمضان، والقضاء يكفر ما فات من الصيام في رمضان، فكلاهما يكفر الذنوب.

القول الثاني:

ذهب المالكية إلى أنه لا يجوز صيام الست البيض قبل القضاء، واستدلوا على ذلك بما يلي:

1. أن القضاء واجب، وصيام الست البيض سنة، والواجب مقدم على السنة.

2. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام يوماً في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً”، والقضاء في سبيل الله، فمن باب أولى أن يقدم على صيام الست البيض.

3. أن صيام الست البيض من شأنه أن يُضعف الصائم عن أداء القضاء، وقد يؤدي ذلك إلى ترك القضاء.

الراجح من القولين:

الراجح من القولين هو القول الأول، وهو جواز صيام الست البيض قبل القضاء، وذلك لأن صيام الست بيض سنة مؤكدة، والقضاء واجب، والسنة المؤكدة مقدمة على الواجب. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن صيام الست بيض قبل القضاء، بل أمر به مطلقاً. ولأن صيام الست بيض من شأنه أن يكفر ذنوب شهر رمضان، والقضاء يكفر ما فات من الصيام في رمضان، فكلاهما يكفر الذنوب.

أفضل وقت لصيام الست البيض:

أفضل وقت لصيام الست البيض هو الأيام الستة الأولى من شهر شوال، وذلك لأن الستة الأيام الأولى من شهر شوال هي أفضل أيام السنة، وهي أيام العيد، وقد ورد في الحديث القدسي: “أحب الأعمال إلى الله تعالى أداء الفرائض، ثم نافلة رمضان، ثم نافلة الست من شوال”.

فضل صيام الست البيض:

لصيام الست البيض فضل عظيم، ومن فضله ما يلي:

1. يكفر ذنوب شهر رمضان: فقد روى أحمد عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، كان كصيام الدهر”.

2. يرفع الدرجات في الجنة: فقد روى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام يوماً من شهر شوال، كتب الله له صيام ستين شهراً”.

3. يبعد صاحبها عن النار: فقد روى ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام يوماً في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً”.

كيفية صيام الست البيض:

تصام الست البيض بنفس الكيفية التي يصام بها شهر رمضان، وذلك بأن ينوي الصائم صيام الست البيض قبل دخول شهر شوال، ثم يصوم الأيام الستة الأولى من شهر شوال، ويجتنب المفطرات، ويصلي التراويح، ويقرأ القرآن، ويدعو الله تعالى.

خاتمة:

صيام الست البيض سنة نبوية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو صيام ستة أيام في شهر شوال، ويبدأ بعد يوم عيد الفطر، ويستمر لمدة ستة أيام متتالية. ولصيام الست البيض فضل عظيم، ومن فضله أنه يكفر ذنوب شهر رمضان، ويرفع الدرجات في الجنة، ويُبعد صاحبها عن النار. ويجوز صيام الست البيض قبل القضاء، والأفضل أن يصام في الأيام الستة الأولى من شهر شوال.