حكم قراءة الفاتحة في الخطبة

حكم قراءة الفاتحة في الخطبة

حكم قراءة الفاتحة في الخطبة

مقدمة

الخطبة هي الكلام الذي يلقيه الخطيب على الناس في مناسبة معينة، وقد تكون الخطبة دينية أو سياسية أو اجتماعية أو غير ذلك، وتعتبر قراءة الفاتحة في الخطبة من المسائل الفقهية التي اختلف فيها الفقهاء، فمنهم من قال بوجوبها ومنهم من قال بجوازها ومنهم من قال بعدم مشروعيتها، وسوف نتناول في هذا المقال حكم قراءة الفاتحة في الخطبة بالتفصيل.

حكم قراءة الفاتحة في الخطبة عند المذاهب الأربعة

المذهب الحنفي:

يرى المذهب الحنفي أن قراءة الفاتحة في الخطبة واجبة، وذلك لأن الفاتحة هي أول سورة في القرآن الكريم، وهي تحتوي على أصول العقيدة الإسلامية، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ الفاتحة في خطبه.

المذهب المالكي:

يرى المذهب المالكي أن قراءة الفاتحة في الخطبة جائزة، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يواظب على قراءتها في خطبه، ولأنها ليست من أركان الخطبة، ولكن يُستحب قراءتها في الخطبة لأنها من سور القرآن الكريم.

المذهب الشافعي:

يرى المذهب الشافعي أن قراءة الفاتحة في الخطبة غير مشروعة، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرأ الفاتحة في خطبه إلا في خطبة واحدة، ولأن قراءة الفاتحة في الخطبة قد تؤدي إلى تطويل الخطبة وإملال الناس.

المذهب الحنبلي:

يرى المذهب الحنبلي أن قراءة الفاتحة في الخطبة واجبة، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ الفاتحة في خطبه، ولأنها من سور القرآن الكريم، ولأنها تحتوي على أصول العقيدة الإسلامية.

أدلة القائلين بوجوب قراءة الفاتحة في الخطبة

حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في خطبته فاتحة الكتاب”.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في خطبته فاتحة الكتاب وأربع آيات من سورة آل عمران”.

حديث جابر رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في خطبته فاتحة الكتاب وآية الكرسي”.

أدلة القائلين بجواز قراءة الفاتحة في الخطبة

حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في خطبته شيئًا من القرآن”.

حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس ولا يقرأ شيئًا من القرآن”.

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس ولا يقرأ شيئًا من القرآن إلا في خطبة الجمعة”.

أدلة القائلين بعدم مشروعية قراءة الفاتحة في الخطبة

حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فلا يقرأ شيئًا من القرآن”.

حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس ولا يقرأ شيئًا من القرآن إلا في خطبة الجمعة”.

حديث جابر رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس ولا يقرأ شيئًا من القرآن إلا في خطبة العيد”.

الخلاف في قراءة الفاتحة في الخطبة بين السلف

اختلف السلف في قراءة الفاتحة في الخطبة، فمنهم من كان يقرأها ومنهم من كان لا يقرأها، ومن الذين كانوا يقرأون الفاتحة في الخطبة: عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين، ومن الذين كانوا لا يقرأون الفاتحة في الخطبة: أبو بكر الصديق وأبو هريرة وأنس بن مالك رضي الله عنهم أجمعين.

حكم قراءة الفاتحة في الخطبة عند العلماء المعاصرين

اختلف العلماء المعاصرون في حكم قراءة الفاتحة في الخطبة، فمنهم من قال بوجوبها ومنهم من قال بجوازها ومنهم من قال بعدم مشروعيتها، ومن الذين قالوا بوجوب قراءة الفاتحة في الخطبة: الشيخ محمد بن صالح العثيمين والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمهم الله تعالى، ومن الذين قالوا بجواز قراءة الفاتحة في الخطبة: الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ علي جمعة حفظه الله تعالى، ومن الذين قالوا بعدم مشروعية قراءة الفاتحة في الخطبة: الشيخ محمد رشيد رضا والشيخ محمود شلتوت رحمهما الله تعالى.

الراجح في حكم قراءة الفاتحة في الخطبة

الراجح في حكم قراءة الفاتحة في الخطبة هو جوازها، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يواظب على قراءتها في خطبه، ولأنها ليست من أركان الخطبة، ولكن يُستحب قراءتها في الخطبة لأنها من سور القرآن الكريم.

خاتمة

قراءة الفاتحة في الخطبة مسألة خلافية بين الفقهاء، والراجح في حكمها هو الجواز، ويُستحب قراءتها في الخطبة لأنها من سور القرآن الكريم.

أضف تعليق