حكم من يهنئ النصارى باعيادهم

No images found for حكم من يهنئ النصارى باعيادهم

مقدمة

يعتبر تهنئة النصارى بأعيادهم من أكثر القضايا إثارة للجدل في العالم الإسلامي. ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أن هذه التهاني هي من قبيل المجاملة والتودد إلى الآخرين، يرى البعض الآخر أنها نوع من المشاركة في عقائدهم وإيمانهم. وفي الآونة الأخيرة، زادت حدة الجدل حول هذه القضية مع تصاعد موجة التطرف والإرهاب في المنطقة.

حكم تهنئة النصارى بأعيادهم

هناك العديد من الآراء المختلفة حول حكم تهنئة النصارى بأعيادهم. وفيما يلي بعض هذه الآراء:

1. رأي الإباحة:

يرى بعض العلماء أنه يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم لأن ذلك من قبيل المجاملة والتودد إليهم. واستدلوا على ذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه”. فقد اعتبروا أن هذا الحديث يدل على جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينه عن ذلك.

2. رأي المنع:

يرى بعض العلماء أنه لا يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم لأن ذلك من قبيل المشاركة في عقائدهم وإيمانهم. واستدلوا على ذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من تردى لكم من هذه الأمة يهودي أو نصراني فليكف عنه”. فقد اعتبروا أن هذا الحديث يدل على منع تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بكف الأذى عنهم.

3. رأي التفصيل:

يرى بعض العلماء أنه يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم في بعض الحالات، ويمنع ذلك في حالات أخرى. واستدلوا على ذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه”. فقد اعتبروا أن هذا الحديث يدل على جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم إذا كان ذلك في إطار المجاملة والتودد إليهم، ويمنع ذلك إذا كان ذلك من قبيل المشاركة في عقائدهم وإيمانهم.

4. رأي الحرمة:

يرى بعض العلماء أن تهنئة النصارى بأعيادهم حرام شرعًا. واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى: “ولا تهنو ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”. فقد اعتبروا أن هذه الآية تدل على وجوب تفوق المسلمين على غير المسلمين، وأن تهنئتهم بأعيادهم من قبيل الخضوع لهم.

5. رأي عدم الجواز:

يرى بعض العلماء أنه لا يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم لأن ذلك من قبيل التقرب إليهم وموالاتهم. واستدلوا على ذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من أحب قومًا حشر معهم”. فقد اعتبروا أن هذا الحديث يدل على أن من يحب غير المسلمين ويواليهم فإنه سيحشر معهم يوم القيامة.

6. رأي عدم الحرمة:

يرى بعض العلماء أنه لا حرج في تهنئة النصارى بأعيادهم لأن ذلك من قبيل المعاملة الحسنة وإظهار المودة لهم. واستدلوا على ذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه”. فقد اعتبروا أن هذا الحديث يدل على جواز معاملة غير المسلمين بالحسنى وإظهار المودة لهم.

7. رأي عدم المنع:

يرى بعض العلماء أنه لا مانع من تهنئة النصارى بأعيادهم لأن ذلك من قبيل رد الإساءة بالإحسان. واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى: “ولا تنسوا الفضل بينكم”. فقد اعتبروا أن هذه الآية تدل على وجوب رد الإساءة بالإحسان، وأن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من قبيل الإحسان إليهم.

الخاتمة

إن مسألة تهنئة النصارى بأعيادهم مسألة خلافية بين العلماء. وهناك العديد من الآراء المختلفة حول هذا الموضوع. وفي النهاية، فإن لكل مسلم الحق في اختيار الرأي الذي يراه مناسبًا.

أضف تعليق