خطبة الجمعة عن عظمة التوحيد

خطبة الجمعة عن عظمة التوحيد

الخطبة الأولى

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد،،،

أيها المسلمون، إن أعظم ما خلق الله سبحانه وتعالى هو التوحيد، وهو إفراده سبحانه بالعبادة دون سواه، والإخلاص له وحده في الأقوال والأفعال والنيات. وموضوع خطبة اليوم يدور حول عظمة التوحيد وأهميته في حياة المسلم، فنسأل الله أن يوفقنا جميعاً إلى فهم معاني التوحيد والإخلاص، وأن يثبتنا على دينه القويم.

أولاً: معنى التوحيد وأنواعه

1. التوحيد في الربوبية: وهو الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى هو وحده خالق الكون ومدبر شؤونه، وأنه لا شريك له في ذلك، وهو وحده الذي له حق العبادة والتدبير والتصرف في الكون، وهو وحده الذي يستحق أن يُعبد ويُتوكل عليه.

2. التوحيد في الألوهية: وهو الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى هو وحده المستحق للعبادة، وأنه لا يجوز أن يُعبد معه أحد غيره، وهو وحده الذي يستحق أن يُدعى ويُتوسل إليه، وهو وحده الذي يستحق أن يُنذر ويُذبح له.

3. التوحيد في الأسماء والصفات: وهو الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى والصفات العليا، وأنه لا يجوز أن يُسمى أو يُوصف إلا بما سماه الله به أو وصفه به، وأنه لا يجوز أن يُشبه خلقه، أو أن يُقاس عليه.

ثانياً: الأدلة على وحدانية الله

1. الأدلة العقلية: وهي الأدلة التي يستدل بها العقل السليم على وحدانية الله سبحانه وتعالى، ومنها:

– دليل النظام الكوني: وهو يدل على أن الكون منظم ومتناسق، وهذا يدل على وجود خالق حكيم قدير هو الله سبحانه وتعالى.

– دليل الغائية: وهو يدل على أن في الكون غايات ومقاصد، وهذا يدل على وجود خالق قدير حكيم هو الله سبحانه وتعالى.

– دليل الإحسان: وهو يدل على أن الإنسان مفطور على حب الخير والإحسان، وهذا يدل على وجود خالق رحيم حكيم هو الله سبحانه وتعالى.

2. الأدلة النقلية: وهي الأدلة التي جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية الدالة على وحدانية الله تعالى، ومنها:

– قوله تعالى: “قل هو الله أحد”، وقوله تعالى: “لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد”.

– قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له”.

– حديث الإسراء والمعراج، وفيه شاهد كبير على وحدانية الله سبحانه وتعالى وأنه لا شريك له في الملك.

ثالثاً: أهمية التوحيد

1. التوحيد هو أساس الإسلام: فالإسلام مبني على التوحيد، ومن لا يوحَّد الله لا يكون مسلماً، ولهذا فإن التوحيد هو أول أركان الإسلام وأعظمها.

2. التوحيد يمنح المسلم الراحة والطمأنينة: فالمسلم الذي يوحِّد الله سبحانه وتعالى يطمئن قلبه وترتاح نفسه، لأنه يعلم أنه لا إله إلا الله، وأن الله وحده هو الذي يملك النفع والضر، وأن الله وحده هو الذي يستحق أن يُعبد ويُتوكل عليه.

3. التوحيد يجعل المسلم قوياً منيعاً: فالمسلم الذي يوحِّد الله سبحانه وتعالى يكون قوياً منيعاً، لأنه يعلم أن الله معه وأن الله ناصره ومعينه، ولن يُخذل من نصر الله.

الخطبة الثانية

رابعاً: أركان التوحيد

1. الإخلاص لله تعالى: وهو أن يُعبد الله وحده لا شريك له، وأن يخلص له العبادة، ومن الإخلاص لله تعالى أن لا يشرك به شيئاً في عبادته، وأن لا يدعو غيره، وأن لا يتوكل إلا عليه.

2. متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم: وهو أن يُتَّبع ما جاء به من عند الله تعالى، من العقائد والأحكام والأخلاق، ومن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُصدَّق في أخباره، وأن يُحكم بشريعته، وأن يُقتدى به في أقواله وأفعاله.

3. محبة الله تعالى ورسوله: وهو أن يُحَب الله تعالى ورسوله أكثر من كل شيء، ومن محبة الله تعالى ورسوله أن يُطاع الله ورسوله، وأن تُنصر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يُدافع عنه.

خامساً: ثمرات التوحيد

1. النجاة في الدنيا والآخرة: فمن مات موحداً دخل الجنة، ومن مات مشركاً دخل النار، قال الله تعالى: “ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين”.

2. الفوز برضا الله تعالى: فالله تعالى لا يرضى عن عباده إلا إذا وحدوه، قال الله تعالى: “واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزة كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ظهيرا”.

3. دخول الجنة: فالجنة لا يدخلها إلا الموحدون، قال الله تعالى: “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات النعيم”.

سادساً: أسباب الشرك

1. الجهل: فمن جهل الله تعالى وصفاته وأسمائه كان معرضاً للشرك به، قال الله تعالى: “قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد”.

2. الهوى: فمن اتبع هواه وشيطانه كان معرضاً للشرك بالله تعالى، قال الله تعالى: “وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين”.

3. ضعف الإيمان: فمن ضعف إيمانه كان معرضاً للشرك بالله تعالى، قال الله تعالى: “وإن كثيراً من الناس ليشركون بالله جنهم يحسبونهم كحمايتهم بئس المصير”.

سابعاً: الخاتمة

أيها المسلمون، إن التوحيد هو أساس الإسلام، ومن لا يوحَّد الله لا يكون مسلماً، ولهذا فإن التوحيد هو أول أركان الإسلام وأعظمها، وهو الذي يمنح المسلم الراحة والطمأنينة، وهو الذي يجعل المسلم قوياً منيعاً، وهو الذي ينجي المسلم في الدنيا والآخرة، وهو الذي يسبب رضا الله تعالى، وهو الذي يدخل المسلم الجنة. نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً إلى فهم معاني التوحيد والإخلاص، وأن يثبتنا على دينه القويم، وأن يجعلنا من الموحدين الصادقين.

أضف تعليق