عنوان الخطبة: الصبر على البلاء
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،،،
فإن مما ابتلي به الإنسان في هذه الحياة الدنيا البلاء والابتلاء، فهو سنة الله في خلقه، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة: 155-156].
وللبلاء والابتلاء حكم عظيمة ومقاصد نبيلة، منها:
1- تكفير الذنوب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه” [رواه البخاري].
2- رفع الدرجات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط” [رواه الترمذي].
3- امتحان المؤمنين: قال تعالى: (الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأحقاف: 13].
4- تزكية النفوس: قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) [محمد: 31].
وفي هذا المقال، سوف نتحدث عن الصبر على البلاء، وسنذكر بعضًا من فضائل الصبر وأجره عند الله تعالى، وسنذكر أيضًا بعضًا من الوسائل التي تساعدنا على الصبر على البلاء.
الصبر على البلاء:
1- تعريف الصبر:
الصبر لغةً: الحبس والمنع. واصطلاحًا: هو حبس النفس عن الجزع والهلع عند المصائب والشدائد.
2- فضائل الصبر:
للصبر فضائل كثيرة، منها:
– كمال الإيمان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصبر نصف الإيمان” [رواه الطبراني].
– رضا الله تعالى: قال تعالى: (وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُنْفِقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35].
– دخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصبر مفتاح الجنة” [رواه ابن المبارك].
3- أجر الصبر عند الله تعالى:
الصبر على البلاء له أجر عظيم عند الله تعالى، قال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 155-157].
4- الصبر على أقدار الله تعالى:
من أهم أنواع الصبر الصبر على أقدار الله تعالى، قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّبْرُ عَلَى الْمَكْرُوهِ) [النحل: 127].
5- الصبر في الطاعات:
الصبر في الطاعات مهم جدًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصبر عند الصلاة” [رواه البخاري].
6- الصبر على المعاصي:
الصبر على المعاصي مهم جدًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصبر عن المعاصي أفضل من الصبر على النوافل” [رواه ابن المبارك].
7- الصبر عند الشدائد:
الصبر عند الشدائد مهم جدًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصبر عند البلاء درجة الصديقين” [رواه ابن المبارك].
وسائل الصبر على البلاء:
1- الإيمان بالله تعالى:
الإيمان بالله تعالى هو أساس الصبر، قال تعالى: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال: 46].
2- اليقين بالله تعالى:
اليقين بالله تعالى هو مرتبة أعلى من الإيمان، وهو من أهم وسائل الصبر على البلاء، قال تعالى: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ) [النحل: 127].
3- التوكل على الله تعالى:
التوكل على الله تعالى هو الاعتماد عليه وحده في كل الأمور، وهو من أهم وسائل الصبر على البلاء، قال تعالى: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 3].
4- الدعاء إلى الله تعالى:
الدعاء إلى الله تعالى هو من أهم وسائل الصبر على البلاء، قال تعالى: (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا) [الأعراف: 56].
5- الصبر على البلاء:
الصبر على البلاء هو من أهم وسائل الصبر على البلاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصبر مفتاح الفرج” [رواه ابن المبارك].