خطبة جمعة عن المسجد الاقصى والقدس

خطبة جمعة عن المسجد الاقصى والقدس

الخطبة الأولى:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،،،

أيها المسلمون، إننا نعيش في هذه الأيام ذكرى إحراق المسجد الأقصى المبارك، تلك الجريمة النكراء التي ارتكبها الصهاينة المتطرفون في عام 1969، والتي أدت إلى تدمير جزء كبير من المسجد وتشويه معالمه الإسلامية العريقة.

لا تزال هذه الذكرى الأليمة تحفر في أعماقنا جرحًا عميقًا، وتذكرنا بالظلم والقهر الذي يتعرض له المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس الشريف.

المسجد الأقصى: قبلة المسلمين الأولى:

– يعتبر المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، وثالث الحرمين الشريفين، فهو المكان الذي باركه الله تعالى وجعله مهبطًا لرسله وملائكته، وهو أولى القبلتين، والمسجد الذي أسرى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج.

– يشكل المسجد الأقصى جزءًا لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية، فهو رمز لهوية المسلمين وارتباطهم الوثيق بهذه الأرض المباركة. وقد حظي المسجد الأقصى بمكانة عظيمة عند المسلمين على مر العصور، وحظي باهتمام ورعاية الخلفاء الراشدين والدول الإسلامية المتعاقبة.

– المسجد الأقصى ليس مجرد مسجد، ولكنه أيضًا رمز للثقافة والحضارة الإسلامية، ومكانًا مقدسًا يضم العديد من المعالم التاريخية والدينية، ومنها: قبة الصخرة المشرفة، والمصلى القبلي، والمسجد القبلي، والرواق الغربي، والباب الغربي، وغيرها من المعالم الهامة.

مدينة القدس: عاصمة دولة فلسطين:

– مدينة القدس هي عاصمة دولة فلسطين، وهي مدينة عربية إسلامية بامتياز، وقد حظيت بمكانة مرموقة في التاريخ الإسلامي، فقد كانت عاصمة الدولة الأموية، ثم الدولة العباسية، ثم الدولة الفاطمية، ثم الدولة الأيوبية، ثم الدولة المملوكية، ثم الدولة العثمانية.

– مدينة القدس تضم العديد من المعالم الإسلامية الهامة، ومنها: المسجد الأقصى المبارك، وكنيسة القيامة، وكنيسة المهد، وقبة الصخرة المشرفة، والمسجد القبلي، والباب الغربي، والباب الشرقي، وغيرها من المعالم الدينية والتاريخية المهمة.

– مدينة القدس تعرضت للاحتلال الصهيوني في عام 1967، وما زالت تعاني من هذا الاحتلال الغاشم حتى اليوم، حيث يتعرض الفلسطينيون في المدينة المقدسة لعمليات القمع والتهجير والاعتقال والاستيطان، كما يتعرض المسجد الأقصى المبارك لاعتداءات المستوطنين المتطرفين.

القدس تحت الاحتلال:

– منذ احتلال مدينة القدس عام 1967، يتعرض المسجد الأقصى المبارك لاعتداءات مستمرة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتم اقتحامه بشكل متكرر من قبل المستوطنين المتطرفين، ويتم إغلاقه أمام المصلين المسلمين، ويتم منعهم من أداء شعائرهم الدينية فيه.

– كما تقوم سلطات الاحتلال بحفر الأنفاق أسفل المسجد الأقصى المبارك، بهدف إضعاف بنيانه وتدميره، كما تقوم بهدم المنازل الفلسطينية في المدينة المقدسة، وتهجير سكانها الأصليين، بهدف تغيير الواقع الديمغرافي للمدينة.

– هذه الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس الشريف، تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتمثل اعتداءً على مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم.

مسؤولية المسلمين تجاه المسجد الأقصى:

– إن المسجد الأقصى المبارك هو مسؤولية جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، وهو واجب ديني وأخلاقي علينا جميعًا أن ندافع عنه ونحميه من الاعتداءات الإسرائيلية.

– يتوجب علينا جميعًا نصرة المسجد الأقصى المبارك بالمال والرجال، ودعم صمود الفلسطينيين في مدينة القدس الشريف، والعمل على فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدينة المقدسة ومقدساتها الإسلامية.

– يجب علينا جميعًا أن نعمل على حشد الرأي العام الدولي ضد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس الشريف، والدعوة إلى مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي وفرض العقوبات عليه.

ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي:

– إن الاحتلال الإسرائيلي هو السبب الرئيسي وراء الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس الشريف، وهو السبب الرئيسي وراء معاناة الفلسطينيين في المدينة المقدسة.

– إن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو السبيل الوحيد لوقف الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس الشريف، وهو السبيل الوحيد لضمان حق الفلسطينيين في العيش بسلام وأمان في مدينتهم المقدسة.

– يتوجب على المجتمع الدولي أن يتحرك لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقدس الشريف، وضمان حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

الخاتمة:

أيها المسلمون، إن المسجد الأقصى المبارك هو قبلتنا الأولى ومسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو جزء لا يتجزأ من عقيدتنا الإسلامية، وهو رمز لهويتنا وارتباطنا الوثيق بهذه الأرض المباركة.

إننا اليوم مطالبون بأن نكون على قدر المسؤولية تجاه المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس الشريف، وأن نعمل على نصرة المسجد الأقصى والقدس بكل ما نملك من قوة ومال وجهد.

إننا مطالبون بأن نكون يداً واحدة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأن نعمل على فضح جرائمه بحق المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس الشريف، وأن ندعو إلى مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي وفرض العقوبات عليه.

أسأل الله تعالى أن يحرر المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس الشريف من الاحتلال الإسرائيلي، وأن ينعم الفلسطينيون بالحرية والاستقلال في وطنهم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أضف تعليق