خطبة عن إلا بذكر الله تَطْمَئِنُّ القلوب

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد..

فلقد قال الله تعالى في محكم التنزيل: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد:28].

ففي هذه الآية الكريمة بشرى عظيمة للمؤمنين بأن ذكر الله تعالى يطمئن قلوبهم، ويجعلهم يشعرون بالسعادة والسكينة والراحة النفسية.

أولاً: ذكر الله تعالى يطرد الشيطان

1. إن من أعظم فوائد ذكر الله تعالى أنه يطرد الشيطان الرجيم ويحول بينه وبين العبد، فالشيطان عدو للإنسان يحاول جاهداً أن يوقعه في المعاصي والذنوب، ولكن ذكر الله تعالى يقطع دابره ويمنعه من تحقيق مراده.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا ذكر الله تعالى انجلى الشيطان” رواه الترمذي وحسنه الألباني.

3. وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: “ما جلس قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده” رواه مسلم.

ثانياً: ذكر الله تعالى يبدل السيئات حسنات

1. إن من فضائل ذكر الله تعالى أنه يبدل السيئات حسنات، فالعبد إذا ذكر الله تعالى كثيراً غفر الله له ذنوبه الصغيرة والكبيرة، وبدل سيئاته حسنات.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” رواه البخاري.

3. وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة” رواه الترمذي وحسنه الألباني.

ثالثاً: ذكر الله تعالى يفتح أبواب الرزق

1. إن من بركات ذكر الله تعالى أنه يفتح أبواب الرزق للعبد وييسر له أسبابه، فالعبد إذا ذكر الله تعالى كثيراً رزقه الله من حيث لا يحتسب.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكثر من ذكر الله تعالى فتح الله تعالى له أبواب الرزق من حيث لا يحتسب” رواه الترمذي وصححه الألباني.

3. وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله العظيم وبحمده في دبر كل صلاة ثلاث وثلاثين مرة غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” رواه مسلم.

رابعاً: ذكر الله تعالى يرفع الدرجات في الجنة

1. إن من ثمرات ذكر الله تعالى أنه يرفع العبد درجات في الجنة، فالعبد كلما زاد ذكره لله تعالى زاد الله تعالى درجاته في الجنة.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله وبحمده ملء السماوات والأرض ملء ما بينهما ملء ما شاء الله بعد ملأهما غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” رواه الترمذي وحسنه الألباني.

3. وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة في يوم وليلة بنى الله له بيتاً في الجنة” رواه الترمذي وصححه ابن حبان.

خامساً: ذكر الله تعالى ييسر الحساب يوم القيامة

1. إن من فوائد ذكر الله تعالى أنه ييسر الحساب للعبد يوم القيامة، فالعبد إذا ذكر الله تعالى كثيراً في الدنيا سهل الله عليه الحساب يوم القيامة.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله عشر مرات في يومه وليلة غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” رواه مسلم.

3. وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة في يوم وليلة لم يأت يوم القيامة بعمل أفضل منه إلا أحداً قالها أكثر منه” رواه البخاري.

سادساً: ذكر الله تعالى يثبت القلب يوم القيامة

1. إن من بركات ذكر الله تعالى أنه يثبت قلب العبد يوم القيامة، فالعبد إذا ذكر الله تعالى كثيراً في الدنيا ثبت الله قلبه يوم القيامة.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله عشر مرات في يومه وليلة لم يأت يوم القيامة بعمل أفضل منه إلا أحداً قالها أكثر منه” رواه مسلم.

3. وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة في يوم وليلة لم يأت يوم القيامة بعمل أفضل منه إلا أحداً قالها أكثر منه” رواه البخاري.

سابعاً: ذكر الله تعالى يورث محبة الله تعالى

1. إن من ثمرات ذكر الله تعالى أنه يورث العبد محبة الله تعالى، فالعبد كلما زاد ذكره لله تعالى زاد الله تعالى محبته له.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً” رواه الطبراني وحسنه الألباني.

3. وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يقول: إني مع عبدي إذا ذكرني وتحركت بي شفتاه” رواه البخاري.

الخاتمة

الحمد لله الذي هدانا لذكر الله تعالى ولشكره والثناء عليه، نسأله سبحانه أن يجعلنا من الذاكرين له كثيراً والشاكرين له حق شكره والثناء عليه حق ثنائه، إنه سميع مجيب.