خطبة عن الابتلاء بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ

خطبة عن الابتلاء بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ

الخطبة:

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،،،،

فإن من سنن الله تعالى وقوانينه التي أحاطت بكل ما في الكون أنه يعطي عباده من الخير والشر بقدر ما يريد، وهي سنة جارية على جميع الناس منذ القدم، لا فرق بين مؤمن وكافر، فكل منا يبتلى بالخير والشر في حياته، وربما كان الابتلاء بالشر أكثر من الابتلاء بالخير، ولكن الله تعالى لا يظلم عباده، بل هو يبتليهم بما فيه الخير لهم، قال تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} [الكهف: 7].

أولًا: الابتلاء بالشر

1) أسباب الابتلاء بالشر:

ابتلاء العباد لامتحانهم واختبارهم وتمحيصهم وإظهار ما في نفوسهم من خير وشر.

تأديب العباد وتقويم سلوكهم وردعهم عن المنكرات والسيئات.

تكفير ذنوب العباد ورفع درجاتهم في الجنة.

2) أنواع الابتلاء بالشر:

ابتلاء بالمصائب والشدائد، كالفقر والمرض والموت.

ابتلاء بالفتن والمحن، كالظلم والاضطهاد والحروب والكوارث الطبيعية.

ابتلاء بالشهوات والملذات، كالشهوة إلى المال والجاه والسلطان.

3) حكم الابتلاء بالشر:

الابتلاء بالشر لا يدل على غضب الله تعالى على العبد، بل قد يكون رحمة به واختبارًا له.

الصبر على الابتلاء بالشر من أعظم العبادات وأجل القربات إلى الله تعالى.

جزاء الصابر على الابتلاء بالشر عظيم عند الله تعالى، قال تعالى: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة: 155-157].

ثانيًا: الابتلاء بالخير

1) أسباب الابتلاء بالخير:

ابتلاء العباد لنعم الله تعالى عليهم واختبارهم في شكرها واستثمارها فيما ينفعهم وينفع غيرهم.

تكريم العباد وتفضيلهم على غيرهم من المخلوقات.

إعانة العباد على طاعة الله تعالى وعبادته.

2) أنواع الابتلاء بالخير:

ابتلاء بالصحة والعافية والقوة.

ابتلاء بالرزق الوفير والأولاد الصالحين.

ابتلاء بالعلم والجاه والسلطان.

3) حكم الابتلاء بالخير:

الابتلاء بالخير نعمة من الله تعالى يجب على العبد أن يشكر الله تعالى عليها.

يجب على العبد أن يستثمر الابتلاء بالخير فيما ينفع نفسه وينفع غيره.

يجب على العبد أن يحذر من كفران النعمة والإسراف والتبذير.

ثالثًا: الحكمة من الابتلاء بالشر والخير

1) الحكمة من الابتلاء بالشر:

إبراز معادن الناس وطبعهم في الصبر على البلاء أو الجزع منه.

التكفير عن الذنوب.

رفع الدرجات في الجنة.

2) الحكمة من الابتلاء بالخير:

شكر نعمة الله تعالى على العباد.

امتحان العباد في كيفية استخدام النعم في طاعة الله تعالى.

مساعدة العباد على أداء العبادات والطاعات.

3) العبرة من الابتلاء بالشر والخير:

يجب على العبد أن يتذكر أن الابتلاء بالشر والخير من سنن الله تعالى الجارية على جميع الناس.

يجب على العبد أن يصبر على الابتلاء بالشر ويشكر الله تعالى على الابتلاء بالخير.

يجب على العبد أن يتخذ من الابتلاء بالشر والخير عبرة وعظة له.

رابعًا: صبر الأنبياء على الابتلاء

1) صبر النبي يوسف عليه السلام:

تعرض النبي يوسف عليه السلام للعديد من الابتلاءات، منها: بيعه عبدًا، وسجنه ظلمًا، وحسده من إخوته.

صبر النبي يوسف عليه السلام على هذه الابتلاءات وتوكل على الله تعالى.

رفع الله تعالى قدر النبي يوسف عليه السلام وجعله عزيز مصر.

2) صبر النبي أيوب عليه السلام:

تعرض النبي أيوب عليه السلام للعديد من الابتلاءات، منها: فقدان ماله وأولاده وصحته.

صبر النبي أيوب عليه السلام على هذه الابتلاءات ولم يتسخط على الله تعالى.

رد الله تعالى لأيوب عليه السلام ماله وأولاده وصحته وزاد في عمره.

3) صبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

تعرض النبي محمد صلى الله عليه وسلم للعديد من الابتلاءات، منها: إيذاء قريش له ولأصحابه، وهجرته من مكة إلى المدينة، وفقدان زوجته خديجة رضي الله عنها وعمه أبي طالب رضي الله عنه.

صبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم على هذه الابتلاءات وتوكل على الله تعالى.

نصر الله تعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأعزه وأظهر دينه.

خامسًا: فضل الصبر على الابتلاء

1) فضل الصبر على الابتلاء في الدنيا:

الصبر على الابتلاء يكفر الذنوب ويرفع الدرجات في الجنة.

الصبر على الابتلاء يجلب محبة الله تعالى لعبده.

الصبر على الابتلاء يجعل العبد قدوة حسنة لغيره.

2) فضل الصبر على الابتلاء في الآخرة:

الصبر على الابتلاء يدخل العبد الجنة بغير حساب.

الصبر على الابتلاء يجعل العبد في أعلى درجات الجنة.

الصبر على الابتلاء ينال العبد شفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

3) كيفية الصبر على الابتلاء:

الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم.

اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع.

تذكر أن الابتلاء سنة من سنن الله تعالى الجارية على جميع الناس.

تذكر أن الابتلاء فرصة للامتحان والتربية والتكفير عن الذنوب.

تذكر أن الجزاء على الصبر على الابتلاء عظيم عند الله تعالى.

سادسًا: الإقتداء بالصالحين في الصبر على الابتلاء

1) الصحابة رضوان الله عليهم:

صبر الصحابة رضوان الله عليهم على الابتلاء في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى.

هاجر الصحابة رضوان الله عليهم من مكة إلى المدينة هربًا من إيذاء قريش.

قاتل الصحابة رضوان الله عليهم في بدر وأحد وحنين وغيرها من المعارك دفاعًا عن الإسلام.

2) التابعون وتابعوهم:

صبر التابعون وتابعوهم على الابتلاء في سبيل نشر الإسلام.

هاجر التابعون وتابعوهم إلى الأمصار والبلدان لنشر الإسلام.

تحمل التابعون وتابعوهم أذى الكفار والمشركين في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى.

3) العلماء والصالحون:

صبر العلماء والصالحون على الابتلاء في سبيل طلب العلم ونشر العلم.

تحمل العلماء والصالحون أذى الجهال والمنافقين في سبيل إعلاء كلمة الحق.

ترك العلماء والصالحون لنا تراثًا عظيمًا من العلم والفقه والحكمة.

سابعًا: الخاتمة:

الحمد لله الذي يبتلي عباده بالخير والشر، ونسأله تعالى أن يجعلنا من الصابرين على الابتلاء الشاكرين على النعماء، وأن يجعلنا من الذين يبتلون بالخير ويصبرون على الشر، إنه سميع مجيب.

أضف تعليق