خطبة عن البدع

خطبة عن البدع

مقدمة

الحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فأيها المسلمون: إن البدع من أخطر الأمور التي تهدد ديننا الحنيف، وقد حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، منها قوله: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”، وقوله: “كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار”.

أقسام البدع

تنقسم البدع إلى قسمين رئيسيين:

1- البدع الاعتقادية: وهي التي تتعلق بالعقيدة الإسلامية، مثل: القول بأن الله تعالى ليس واحدا أحدا، أو القول بأن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس خاتم الأنبياء والمرسلين، أو القول بأن القرآن الكريم ليس كلام الله تعالى.

2- البدع العملية: وهي التي تتعلق بالأعمال الشرعية، مثل: إحداث صلاة أو صيام أو زكاة أو حج أو عمرة لم يشرعها الله تعالى، أو تغيير أحكام الشريعة الإسلامية، أو إدخال عادات وتقاليد وثنية في الدين.

أسباب الوقوع في البدع

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في البدع، منها:

1- الجهل بالشرع الإسلامي: وهو من أخطر أسباب الوقوع في البدع، فمن يجهل دينه لا يستطيع أن يميز بين الحق والباطل، وبالتالي يكون عرضة لأن ينخدع بالبدع ويقع فيها.

2- التعصب المذهبي أو الحزبي: وهو من أسباب الوقوع في البدع أيضا، فبعض الناس يتعصبون لمذهبهم أو حزبهم حتى ولو كان على باطل، وبالتالي يرفضون الحق ويقبلون البدع.

3- اتباع الهوى والشهوات: وهو من أسباب الوقوع في البدع أيضا، فبعض الناس يتبعون هواهم وشهواتهم حتى ولو كانت مخالفة للدين، وبالتالي يقعون في البدع.

أضرار البدع

للبدع أضرار كثيرة على الفرد والمجتمع، منها:

1- الضلال عن سواء السبيل: فالبدع تؤدي إلى ضلال الإنسان عن سواء السبيل، وتخرجه من دين الإسلام.

2- إفساد العقيدة: فالبدع تؤدي إلى إفساد العقيدة الإسلامية، وتجعلها مشوبة بالشركيات والوثنيات.

3- تفرق الأمة الإسلامية: فالبدع تؤدي إلى تفرق الأمة الإسلامية، وتجعلها شيعا وأحزابا.

4- إضعاف المسلمين: فالبدع تؤدي إلى إضعاف المسلمين، وتجعلهم غير قادرين على مواجهة أعدائهم.

5- استحلال المحرمات: فالبدع تؤدي إلى استحلال المحرمات، وتحريم الحلالات.

6- تحريف الدين: فالبدع تؤدي إلى تحريف الدين الإسلامي، وتجعله غير صالح للدعوة والإرشاد.

حكم البدع

البدع كلها ضلالة، وإن كانت تبدو صغيرة أو بريئة، فليس هناك بدعة صغيرة أو بريئة، فجميع البدع ضلالة، وكل ضلالة في النار.

طرق الوقاية من البدع

هناك العديد من الطرق التي تساعد على الوقاية من البدع، منها:

1- تعلم الشرع الإسلامي: وهو من أهم طرق الوقاية من البدع، فمن يتعلم دينه لا يستطيع أن يميز بين الحق والباطل، وبالتالي يكون أقل عرضة لأن ينخدع بالبدع ويقع فيها.

2- الحذر من أهل البدع: وهو من طرق الوقاية من البدع أيضا، فينبغي الحذر من أهل البدع وعدم مجالستهم أو الاستماع إليهم أو قراءة كتبهم.

3- التزام الجماعة: وهو من طرق الوقاية من البدع أيضا، فينبغي الالتزام بالجماعة وعدم الانفراد عنها، فالجماعة هي حصن للمسلم من الوقوع في البدع.

خاتمة

أيها المسلمون: البدع من أخطر الأمور التي تهدد ديننا الحنيف، وقد حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، فاتقوا الله تعالى واعتصموا بحبل الله المتين، واجتنبوا البدع والضلالات، والله تعالى ولي التوفيق.