خطبة عن الغفلة صيد الفوائد

خطبة عن الغفلة صيد الفوائد

الخطبة: الغفلة صيد الفوائد

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن من أعظم ما ينبغي للمؤمن أن يتحلى به هو اليقظة والانتباه، وأن يحذر من الغفلة والسهو، فالغفلة مرض عضال يفتك بالإنسان، ويصرفه عن طاعة ربه، ويوقعه في المعاصي والآثام، فالمغرور من ظن أن أمره مستور عن ربه، وأن الله لا يراه ولا يحاسبه، بل إن الله مطلع على كل شيء، يعلم خافية السر وأخفى من ذلك، فاحذروا الغفلة أيها المسلمون، واعلموا أنها سبب كل شر وفساد.

مخاطر الغفلة:

1. الغفلة عن ذكر الله تعالى:

الغافل عن ذكر الله تعالى هو الذي قلبه مشغول بغيره، فلا يذكر الله إلا قليلاً، أو لا يذكره على الإطلاق.

والغفلة عن ذكر الله تعالى من أكبر الذنوب، لأنها إعراض عن الله تعالى، وعدم الاعتراف بفضله وإحسانه.

ومن عقوبة الغفلة عن ذكر الله تعالى أن يجعل الله الإنسان نسياً منسياً، أي يمحو ذكره من قلوب الناس.

2. الغفلة عن أداء العبادات:

الغافل عن أداء العبادات هو الذي لا يؤديها على وجهها الصحيح، أو يؤديها متكاسلاً أو متهاوناً.

والغفلة عن أداء العبادات من الكبائر، لأنها استهانة بحقوق الله تعالى، وعدم الامتثال لأوامره ونواهيه.

ومن عقوبة الغفلة عن أداء العبادات أن يحرم الإنسان من ثوابها، وأن يعذب على تركها.

3. الغفلة عن محاسبة النفس:

الغافل عن محاسبة النفس هو الذي لا يراجع نفسه على ما فعل وما ترك، ولا يسعى إلى تطهيرها من الذنوب والآثام.

والغفلة عن محاسبة النفس من الأمور الخطيرة، لأنها تجعل الإنسان يمضي في طريق المعاصي والآثام، دون أن يشعر بذلك.

ومن عقوبة الغفلة عن محاسبة النفس أن يعمى الإنسان عن عيوبها، وأن يقع في الكبر والغرور.

4. الغفلة عن مراقبة الله تعالى:

الغافل عن مراقبة الله تعالى هو الذي لا يراقب الله في أقواله وأفعاله، ولا يخاف عقابه على معاصيه.

والغفلة عن مراقبة الله تعالى من الأمور المهلكة، لأنها تجعل الإنسان يستهين بحقوق الله تعالى، وينتهك حرماته.

ومن عقوبة الغفلة عن مراقبة الله تعالى أن يعذب الإنسان في الدنيا والآخرة.

5. الغفلة عن الاستعداد للموت:

الغافل عن الاستعداد للموت هو الذي لا يفكر في الموت، ولا يتأهب له، ولا يعد له زاداً.

والغفلة عن الاستعداد للموت من أعظم الغفلة، لأن الموت حق لا مفر منه، وهو نهاية كل حي.

ومن عقوبة الغفلة عن الاستعداد للموت أن يفاجئ الإنسان الموت وهو غير مستعد له، وأن يموت على غير الإسلام.

6. الغفلة عن طلب العلم النافع:

الغافل عن طلب العلم النافع هو الذي لا يسعى إلى اكتساب العلم والمعرفة، ولا يحرص على زيادة إيمانه وتقواه.

والغفلة عن طلب العلم النافع من الأمور المذمومة، لأن العلم هو نور يهدي الإنسان إلى طريق الحق والصواب.

ومن عقوبة الغفلة عن طلب العلم النافع أن يظل الإنسان جاهلاً ضالاً، وأن يقع في الفتن والضلالات.

7. الغفلة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

الغافل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الذي لا ينهى عن المنكر، ولا يأمر بالمعروف، ولا يدعو الناس إلى الخير والتقوى.

والغفلة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمور الخطيرة، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات، إذا قام به البعض سقط عن الباقين.

ومن عقوبة الغفلة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن ينتشر المنكر في المجتمع، وأن يضعف الإيمان والتقوى.

الخاتمة:

أيها المسلمون: إن الغفلة مرض عضال يفتك بالإنسان، ويصرفه عن طاعة ربه، ويوقعه في المعاصي والآثام، فاحذروا الغفلة واعلموا أنها سبب كل شر وفساد، وتذكروا قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَغْفُلُواْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَأَطِيعُواْ رَسُولَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النور: 56].

أضف تعليق