خطبه عن الكبر

خطبه عن الكبر

خطبة عن الكبر

المقدمة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن الكبر من أخطر الأمراض التي تصيب القلوب، وهو داء عضال يصيب النفوس، ويجعلها متعالية ومتغطرسة، وينسيها فضل الله عليها، ويجعلها تظن أنها فوق الجميع، وأنها أفضل منهم، وهذا منتهى الجهل والغفلة.

أنواع الكبر:

ينقسم الكبر إلى قسمين رئيسيين:

1. الكبر على الله تعالى، وهو أن يرى الإنسان نفسه فوق الله تعالى، أو أنه يساويه، أو أنه قادر على منافسته، وهذا من أعظم الكبائر، وهو شرك بالله تعالى.

2. الكبر على الناس، وهو أن يرى الإنسان نفسه أفضل من غيره، وأنه أعلى منهم منزلة، وأنه أحق منهم بالاحترام والتقدير، وهذا من الكبائر أيضًا، وهو من صفات المنافقين.

آثار الكبر:

للغرور أضرار كثيرة على الفرد والمجتمع، منها:

1. الكبر يفسد القلب، ويجعله مظلماً، ويمنعه من قبول الحق، ويجعله متعاليًا على الآخرين.

2. الكبر يمنع صاحبه من التقدم والنجاح، لأنه يجعله يرى نفسه فوق الجميع، وأنه غير محتاج إلى أحد، وهذا يجعله يتوقف عن التعلم والتطور.

3. الكبر يسبب الحقد والحسد، لأن المتكبر يرى نفسه أفضل من غيره، فيحقد عليهم ويحسد لهم ما آتاهم الله تعالى.

4. الكبر يؤدي إلى الخسران في الدنيا والآخرة، لأن المتكبر يظن أنه فوق الجميع، وأن الله تعالى لن يحاسبه، وهذا منتهى الغفلة والجهل.

كيفية التخلص من الكبر:

هناك عدة طرق يمكن من خلالها التخلص من الكبر، منها:

1. الإيمان بالله تعالى، وتوحيده، والإقرار بفضله ونعمته، وهذا يجعل الإنسان يرى نفسه عاجزًا أمام عظمة الله تعالى، وأنه لا حول له ولا قوة إلا بالله.

2. التأمل في خلق الله تعالى، وفي عظمة هذا الكون، وهذا يجعل الإنسان يرى نفسه صغيرًا أمام عظمة الخالق، وأنه لا يستحق إلا التواضع والخشوع.

3. مصاحبة الصالحين، والجلوس معهم، وهذا يجعل الإنسان يتعلم منهم التواضع والخشوع، ويكسبه صفاتهم الحسنة.

4. الدعاء إلى الله تعالى، والتضرع إليه أن يرزقه التواضع، وأن يجعله من المتواضعين.

موقف الإسلام من الكبر:

لقد حذر الإسلام بشدة من الكبر، واعتبره من الكبائر التي لا تغفر، وجاءت نصوص كثيرة في القرآن والسنة تدل على ذلك، منها:

قول الله تعالى: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر”.

ختام الخطبة:

عباد الله، الكبر داء عضال يصيب القلوب، ويجعلها متعالية ومتغطرسة، وينسيها فضل الله عليها، ويجعلها تظن أنها فوق الجميع، وأنها أفضل منهم، وهذا منتهى الجهل والغفلة.

فاحذروا الكبر، وتعلموا التواضع، وأكثروا من ذكر الله تعالى، وتأملوا في خلقه، وجالسوا الصالحين، وادعوا الله تعالى أن يرزقكم التواضع، وأن يجعلكم من المتواضعين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *