خطبة عن عقوبة مانع الزكاة

خطبة عن عقوبة مانع الزكاة

المقدمة:

الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة مالية يؤديها المسلمون من أموالهم طواعيةً لله تعالى، ليزكوا أموالهم ويطهروها، وتوزع على الفقراء والمساكين والمحتاجين وغيرهم ممن حددهم الشرع. ومنع الزكاة من كبائر الذنوب، وقد حذر الله تعالى من عقوبة مانع الزكاة في الدنيا والآخرة.

1. عقوبة مانع الزكاة في الدنيا:

يسلط الله عليه الفقر: قال تعالى: ﴿وَمَنْ مَنَعَهَا فَإِنَّمَا يَمْنَعُهَا مِنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَهُوَ عَنْكُمْ غَنِيٌّ وَاللَّهُ حَمِيدٌ شَكُورٌ﴾ [فاطر: 15].

يمنع الله عنه البركة: قال تعالى: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ [النساء: 9].

ينتقم الله منه يوم القيامة: قال تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يُؤْتِ زَكَاةَ مَالِهِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ جَوْرًا ۚ وَسَنُحَمِّلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كَانَ يَلْزَمُهُ ۗ وَلِلَّهِ الْمِيرَاثُ﴾ [آل عمران: 180].

2. عقوبة مانع الزكاة في الآخرة:

يُحشر مع الكافرين والمنافقين: قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾ [التوبة: 34-35].

يلقى عذابًا شديدًا في جهنم: قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا عَنْ عِبَادَتِي فَسَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60].

يُحرم من دخول الجنة: قال تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال: 28].

3. أنواع الزكاة:

زكاة الفطر: وهي زكاة تجب على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل حر قادر على أدائها، وتقدر بصاع من طعام البلد.

زكاة الأموال: وهي زكاة تجب على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل حر قادر على أدائها، وتقدر بـ2.5٪ من قيمة الأموال النامية.

زكاة الحلي: وهي زكاة تجب على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل حر قادر على أدائها، وتقدر بـ2.5٪ من قيمة الحلي.

زكاة الأنعام: وهي زكاة تجب على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل حر قادر على أدائها، وتقدر بعدد معين من المواشي.

زكاة التجارة: وهي زكاة تجب على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل حر قادر على أدائها، وتقدر بـ2.5٪ من قيمة البضائع التجارية.

4. شروط وجوب الزكاة:

الإسلام: فلا تجب الزكاة على غير المسلم.

البلوغ: فلا تجب الزكاة على الصبي غير البالغ.

العقل: فلا تجب الزكاة على المجنون.

الحرية: فلا تجب الزكاة على العبد.

القدرة: فلا تجب الزكاة على الفقير الذي لا يملك ما يفيء به الزكاة.

الملك التام: فلا تجب الزكاة على المال المرهون أو المغصوب.

الحول: فلا تجب الزكاة على المال إلا بعد مرور عام كامل عليه.

5. من يستحق الزكاة؟

الفقراء: وهم الذين لا يملكون قوت يومهم.

المساكين: وهم الذين يملكون قوت يومهم ولكن لا يملكون ما يكفيهم.

العاملون عليها: وهم الذين يعملون في جمع الزكاة وتوزيعها.

الغارمون: وهم الذين عليهم ديون لا يستطيعون سدادها.

في سبيل الله: وهم الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله تعالى، مثل المجاهدين في سبيل الله.

ابن السبيل: وهو المسافر الذي نفدت نفقته.

6. حكم من امتنع عن أداء الزكاة:

يكون آثمًا عند الله تعالى.

يحرم من ثواب الزكاة.

يسلط الله عليه الفقر.

يمنع الله عنه البركة.

ينتقم الله منه يوم القيامة.

7. فضل أداء الزكاة:

تنمية الأموال: قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [سبأ: 39].

تكفير السيئات: قال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة: 103].

دخول الجنة: قال تعالى: ﴿وَلَا تَنْفِقُونَ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا كُتِبَ لَكُمْ﴾ [الأنعام: 160].

الخاتمة:

الزكاة فريضة مالية يؤديها المسلمون من أموالهم طواعيةً لله تعالى، ليزكوا أموالهم ويطهروها، وتوزع على الفقراء والمساكين والمحتاجين وغيرهم ممن حددهم الشرع. ومنع الزكاة من كبائر الذنوب، وقد حذر الله تعالى من عقوبة مانع الزكاة في الدنيا والآخرة.

أضف تعليق