خطبة عن فتنة المال

خطبة عن فتنة المال

المقدمة:

الحمد لله الذي جعل المال مفتاحاً للأرزاق، وسبباً لعمارة الأرض، والصلاة والسلام على رسوله محمد، الذي بين لنا أحكام المال، ونهانا عن فتنة المال.

فتنة المال:

1. تعريف فتنة المال:

فتنة المال هي الابتلاء بالمال، والحرص عليه، والرغبة في جمعه، حتى يصبح المال هو الهدف الرئيسي في الحياة، وينسى المرء ذكر الله، ويترك العبادات، ويقطع صلة الرحم، ويظلم الناس.

2. أسباب فتنة المال:

هناك أسباب عديدة لفتنة المال، منها:

– حب الدنيا: حب الدنيا هو أحد الأسباب الرئيسية لفتنة المال، فمن يحب الدنيا، يحرص على جمع المال، ولا يبالي بالطرق التي يحصل بها عليه.

– الجهل: الجهل بأحكام المال، وعدم معرفة طرق التعامل معه، من أسباب فتنة المال، فقد يقع الإنسان في الربا، أو في الغش، أو في الظلم، بسبب جهله بأحكام المال.

– ضعف الإيمان: ضعف الإيمان يجعل الإنسان عرضة لفتنة المال، فمن لا يؤمن بالله، ولا يؤمن باليوم الآخر، لا يخشى من عقاب الله، ولا يبالي بالآخرة، فيحصل على المال بأي طريقة كانت.

3. آثار فتنة المال:

لفتنة المال آثار خطيرة على الفرد والمجتمع، منها:

– الفساد: فتنة المال تؤدي إلى الفساد في المجتمع، فمن يحرص على جمع المال، لا يتورع عن ارتكاب المعاصي والآثام، من أجل الحصول على المال.

– الظلم: فتنة المال تؤدي إلى الظلم، فمن يحب المال، قد يظلم الناس، ويأكل حقوقهم، من أجل الحصول على المزيد من المال.

– الفقر: فتنة المال تؤدي إلى الفقر، فمن يحرص على جمع المال، وينفق أمواله في سبيل الدنيا، ينسى الفقراء والمساكين، فلا يقدم لهم أي مساعدة.

4. الحسد:

الحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير، وهو من أكبر الذنوب، ومن أخطر الفتن التي تصيب الإنسان، وقد حذرنا الله تعالى من الحسد، وجعله من الكبائر.

أسباب الحسد:

هناك أسباب عديدة للحسد، منها:

– ضعف الإيمان: ضعف الإيمان هو أحد الأسباب الرئيسية للحسد، فمن لا يؤمن بالله، ولا يؤمن باليوم الآخر، لا يرضى بما قسم الله له، ويحسد غيره على ما آتاه الله من نعم.

– حب الدنيا: حب الدنيا هو سبب آخر للحسد، فمن يحب الدنيا، ويتعلق بها، يتمنى زوال النعمة عن غيره، حتى يحصل هو على المزيد من المال والجاه.

– العجز والقصور: العجز والقصور في تحقيق الأهداف والغايات، قد يدفع الإنسان إلى الحسد، فيتمنى زوال النعمة عن غيره، حتى يشعر بأنه أفضل منه.

آثار الحسد:

للحسد آثار خطيرة على الفرد والمجتمع، منها:

– الحقد والكراهية: الحسد يؤدي إلى الحقد والكراهية، فالحاسد يكره المحسود، ويتمنى له الزوال.

– التنافس المحموم: الحسد يؤدي إلى التنافس المحموم، فالحاسد يتنافس مع المحسود، حتى يصل إلى ما وصل إليه، وقد يؤدي هذا التنافس إلى العداوة والبغضاء.

– التعاسة والشقاء: الحسد يؤدي إلى التعاسة والشقاء، فالحاسد لا يجد الراحة ولا السعادة في حياته، لأنه دائم التفكير فيما عند غيره.

5. الكبر والغرور:

الكبر والغرور من الصفات الذميمة التي تؤدي إلى هلاك الإنسان، وقد حذرنا الله تعالى من الكبر والغرور، وجعلهما من الكبائر.

أسباب الكبر والغرور:

هناك أسباب عديدة للكبر والغرور، منها:

– الجهل: الجهل بأحكام الدين، وعدم معرفة حقيقة النفس، من أسباب الكبر والغرور، فمن يجهل دينه، لا يعرف أن الكبرياء لله وحده، وأن الإنسان مخلوق ضعيف، لا يستحق الكبر والغرور.

– حب الدنيا: حب الدنيا هو سبب آخر للكبر والغرور، فمن يحب الدنيا، ويتعلق بها، يرى نفسه أفضل من غيره، لأنه يمتلك أكثر منهم.

– المال والجاه: المال والجاه من أسباب الكبر والغرور، فمن يمتلك المال والجاه، قد يتكبر على غيره، ويظن نفسه أفضل منهم.

آثار الكبر والغرور:

للغرور آثار خطيرة على الفرد والمجتمع، منها:

– البعد عن الله تعالى: الكبر والغرور يؤديان إلى البعد عن الله تعالى، فالمتكبر لا يقبل نصيحة أحد، ولا يسمع كلام أحد، فهو يرى نفسه أعلم وأفضل من غيره.

– فقدان المحبة والتقدير: الكبر والغرور يؤديان إلى فقدان المحبة والتقدير من الناس، فالمتكبر لا يحبه أحد، ولا يقدره أحد.

– التعاسة والشقاء: الكبر والغرور يؤديان إلى التعاسة والشقاء، فالمتكبر لا يجد الراحة ولا السعادة في حياته، لأنه دائم التفكير في نفسه، وفي أفضلية نفسه على غيره.

6. الرياء والنفاق:

الرياء والنفاق من الصفات الذميمة التي تؤدي إلى هلاك الإنسان، وقد حذرنا الله تعالى من الرياء والنفاق، وجعلهما من الكبائر.

أسباب الرياء والنفاق:

هناك أسباب عديدة للرياء والنفاق، منها:

– ضعف الإيمان: ضعف الإيمان هو أحد الأسباب الرئيسية للرياء والنفاق، فمن لا يؤمن بالله، ولا يؤمن باليوم الآخر، لا يخشى من عقاب الله، ولا يبالي بالآخرة، فيظهر للناس ما ليس فيه.

– حب الدنيا: حب الدنيا هو سبب آخر للرياء والنفاق، فمن يحب الدنيا، ويتعلق بها، يريد أن يظهر بمظهر حسن أمام الناس، حتى يحصل على المال والجاه والمنصب.

– الخوف من الناس: الخوف من الناس قد يدفع الإنسان إلى الرياء والنفاق، فيظهر للناس ما ليس فيه، حتى لا يتهموه بالتقصير أو بالنقص.

آثار الرياء والنفاق:

للرياء والنفاق آثار خطيرة على الفرد والمجتمع، منها:

– النفاق: الرياء والنفاق يؤديان إلى النفاق، فالمنافق يظهر للناس ما ليس فيه، ويخفي عنهم ما في قلبه.

– الفساد: الرياء والنفاق يؤديان إلى الفساد في المجتمع، فالمنافقون هم أكثر الناس فساداً، وهم الذين يفسدون المجتمعات.

– التعاسة والشقاء: الرياء والنفاق يؤديان إلى التعاسة والشقاء، فالمنافق لا يجد الراحة ولا السعادة في حياته، لأنه دائم التفكير في إخفاء حقيقته عن الناس.

7. الخلاصة:

فتنة المال والحسد والكبر والغرور، وكذلك الرياء والنفاق من الصفات الذميمة التي تؤدي إلى هلاك الإنسان، وقد حذرنا الله تعالى منها جميعاً، وجعلها من الكبائر، فاحذروها جميعاً، واستعيذوا بالله منها، وتحلوا بالصفات الحميدة، مثل: التواضع، والصدق، والإخلاص، حتى تنالوا رضا الله تعالى، والفوز في الدنيا والآخرة.

أضف تعليق