خطبة عن الرياء ملتقى الخطباء

خطبة عن الرياء ملتقى الخطباء

الخطبة: الرياء ملتقى الخطباء

المقدمة:

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد.

أيها المسلمون، إننا في زمن أصبح فيه الرياء منتشراً بين الناس، وأصبح كثير من الناس يفعلون أعمالهم من أجل أن يمدحهم الناس ويثنون عليهم، لا من أجل الله تعالى.

فيا أيها المسلمون، إن الرياء من أخطر الأمراض التي تصيب القلوب، وهو داء خفي لا يظهر على صاحبه إلا بعد فترة طويلة، وقد حذرنا الله تعالى من الرياء في كتابه الكريم، فقال سبحانه وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ أَمْلَسَ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ” (البقرة: 264).

الرياء يحبط العمل:

فيا أيها المسلمون، إن الرياء يحبط العمل، ويجعل صاحب العمل كمن بنى بناءً على الرمل، فلا يلبث أن يسقط.

فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.

فانظر كيف جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شرط قبول الصيام هو الإيمان والاحتساب، أي الإخلاص لله تعالى، ولم يذكر الرياء الذي هو نقيض الإخلاص.

الرياء يورث النفاق:

فيا أيها المسلمون، إن الرياء يورث النفاق، والنفاق من أخطر الأمراض التي تصيب المجتمع الإسلامي.

فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”.

فانظر كيف جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم من آيات النفاق الكذب، وإخلاف الوعد، وخيانة الأمانة، وهذا كله من نتائج الرياء.

الرياء يمنع صاحبه من دخول الجنة:

فيا أيها المسلمون، إن الرياء يمنع صاحبه من دخول الجنة.

فقد روى الإمام النسائي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لم يدخل الجنة”.

والكبر هو الرياء، وهو التفاخر والتعالي على الناس.

الرياء علامة على ضعف الإيمان:

فيا أيها المسلمون، إن الرياء علامة على ضعف الإيمان.

فقد روى الإمام الترمذي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من شرك أو ذرة من كبر”.

والشرك هو الرياء، وهو الإشراك بالله تعالى في العبادة.

الرياء سبب في عدم قبول التوبة:

فيا أيها المسلمون، إن الرياء سبب في عدم قبول التوبة.

فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه”.

وهذا يدل على أن التوبة مقبولة إلى أن تطلع الشمس من مغربها، إلا إذا كانت توبة الرياء.

الرياء يلعن صاحبه:

فيا أيها المسلمون، إن الرياء يلعن صاحبه.

فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله المرائي، لعن الله المرائي، لعن الله المرائي”.

فانظر كيف لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المرائي ثلاث مرات، وهذا يدل على عظم ذنب الرياء.

الابتعاد عن الرياء:

فيا أيها المسلمون، علينا أن نبذل قصارى جهدنا لنبتعد عن الرياء، وأن نخلص النية لله تعالى في جميع أعمالنا.

وإليك بعض الوسائل التي تساعدك على الابتعاد عن الرياء:

أن تذكر الموت كثيراً.

أن تفكر في عقاب الله تعالى للمرائين.

أن تسأل الله تعالى أن يطهر قلبك من الرياء.

أن تحرص على أن تكون أعمالك سرية.

أن تتجنب مدح الناس لك.

أن تذكر نعم الله عليك، وتشكر الله تعالى عليها.

الخاتمة:

أيها المسلمون، إن الرياء من أخطر الأمراض التي تصيب القلوب، وهو سبب في إحباط العمل، ووروث النفاق، ومنع دخول الجنة، وضعف الإيمان، وعدم قبول التوبة، ولعن صاحبه.

فعلينا أن نبذل قصارى جهدنا لنبتعد عن الرياء، وأن نخلص النية لله تعالى في جميع أعمالنا.

أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً إلى ذلك، وأن يرحمنا برحمته الواسعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *