خطبة عن فضل الزكاة

خطبة عن فضل الزكاة

الخطبة: فضل الزكاة

المقدمة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

أيها المسلمون: الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي عبادة عظيمة ومال كثير، وقد فرضها الله تعالى على المسلمين تطهيرًا لأموالهم وتنمية لها، كما أنها وسيلة لإعانة الفقراء والمحتاجين ورفع الظلم عنهم، قال تعالى: {{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}} [التوبة: 103]. وللزكاة فضل عظيم وثواب كبير عند الله تعالى، لذلك فإنني سأتحدث معكم في هذه الخطبة عن فضل الزكاة، وبيان أهميتها وفوائدها على الفرد والمجتمع.

1- فضل الزكاة على الفرد:

– تطهير النفس والمال: تزكي الزكاة نفس المسلم وتطهره من البخل والشح والحب المفرط للمال، قال تعالى: {{إِنَّمَا السَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}} [التوبة: 60].

– زيادة البركة في الرزق: يبارك الله تعالى في أموال الذين ينفقونها في سبيله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما نقص مال من صدقة” [رواه مسلم]. فمن ينفق ماله في الزكاة والصدقات، فإن الله يزيده مالًا وبركة.

– تكفير الخطايا والسيئات: تكفر الزكاة خطايا المسلم وسيئاته، كما أنها تزيد حسناته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الصلاة نور والصدقة برهان والصوم جنة والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها” [رواه مسلم].

2- فضل الزكاة على المجتمع:

– تحقيق التكافل الاجتماعي: تساعد الزكاة على تحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، قال تعالى: {{وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَنَا اللَّهُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ}} [المرسلات: 23]. فهي تعمل على سد حاجات الفقراء والمحتاجين، وتخفف عنهم أعباء الحياة وتوفر لهم حياة كريمة.

– القضاء على الفقر والبطالة: تساهم الزكاة في القضاء على الفقر والبطالة، وذلك من خلال توزيعها على الفقراء والمحتاجين ومساعدتهم على توفير فرص عمل لهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “وأنفق سُدُسَها على الفقراء والمساكين والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل” [رواه مسلم].

– نشر العدل والإنصاف: تعمل الزكاة على نشر العدل والإنصاف في المجتمع، قال تعالى: {{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}} [البقرة: 43]. فهي تمنع الظلم والعدوان، وتساعد على إرساء قيم العدل والمساواة بين أفراد المجتمع.

3- الزكاة والتنمية الاقتصادية:

– زيادة الإنتاج والاستثمار: تؤدي الزكاة إلى زيادة الإنتاج والاستثمار في المجتمع، وذلك لأنها تساعد على توفير رأس مال للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، كما أنها تشجع الأفراد على العمل والإنتاج.

– نمو الاقتصاد: تساهم الزكاة في نمو الاقتصاد الوطني من خلال زيادة الاستهلاك والاستثمار، كما أنها تساهم في تحسين مستوى معيشة الأفراد وتوفير فرص عمل جديدة.

– الحد من التضخم: تساعد الزكاة على الحد من التضخم من خلال سحب الأموال الزائدة من أيدي الأفراد وإعادة توزيعها على الفقراء والمحتاجين، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات وبالتالي انخفاض الأسعار.

4- الزكاة والآثار الاجتماعية الإيجابية:

– تقوية أواصر المحبة والترابط: تعمل الزكاة على تقوية أواصر المحبة والترابط بين أفراد المجتمع، قال تعالى: {{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}} [العصر: 3]. فهي تعزز روح التعاون والتكافل بينهم، وتقلل من المشاكل الاجتماعية.

– الحد من الجريمة: تساعد الزكاة على الحد من الجريمة من خلال توفير حياة كريمة للفقراء والمحتاجين، كما أنها تساهم في نشر الأمن والاستقرار في المجتمع.

– تعزيز التنمية البشرية: تساهم الزكاة في تعزيز التنمية البشرية من خلال توفير الرعاية الصحية والتعليم للفقراء والمحتاجين، مما يؤدي إلى تحسين مستوى معيشتهم وزيادة إنتاجيتهم.

5- أداء الزكاة بشروطها:

– النية: يجب أن ينوي المسلم الزكاة عند إخراجها، ولا يكفي مجرد إخراج المال من دون نية.

– الملك: يجب أن يكون المال المخرج ملكًا تامًا للمسلم، فلا تجب الزكاة في المال المستأجر أو المرهون.

– الحول: يجب أن يمر على المال الحول، وهو سنة هجرية كاملة.

– النصاب: يجب أن يبلغ المال المخرج نصابًا معينًا، وهو ما يساوي 85 جرامًا من الذهب أو 595 جرامًا من الفضة.

– عدم الدين: يجب أن يكون المسلم غير مدين بدين مستحق، فإن كان مدينًا بدين مستحق، فلا تجب عليه الزكاة حتى يسدد دينه.

6- من هم الذين تجب عليهم الزكاة؟

– المسلمون الأحرار: تجب الزكاة على المسلمين الأحرار الذين يملكون المال الذي بلغ نصابًا وحال عليه الحول.

– البالغون: تجب الزكاة على البالغين، أي الذين بلغوا سن الرشد وهو 15 عامًا هجريًا.

– العاقلون: تجب الزكاة على العاقلين، أي الذين لا يعانون من خلل عقلي أو جنون.

7- إلى من تُدفع الزكاة؟

– الفقراء: وهم الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال لتلبية حاجاتهم الأساسية.

– المساكين: وهم الذين يملكون مالًا ولكنه لا يكفيهم لتلبية حاجاتهم الأساسية.

– العاملون عليها: وهم الذين يعملون في جمع الزكاة وتوزيعها.

– المؤلفة قلوبهم: وهم الذين أسلموا حديثًا أو الذين يحتاجون إلى دعم لثباتهم على الإسلام.

– الرقاب: وهم العبيد الذين يريدون تحرير أنفسهم.

– الغارمون: وهم الذين عليهم ديون ولا يملكون مالًا لسدادها.

– في سبيل الله: وهم الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله تعالى، مثل المجاهدين في سبيل الله والطلاب الذين يتعلمون العلم النافع.

– ابن السبيل: وهو المسافر الذي نفد ماله ولا يملك مالًا يكفيه للعودة إلى بلده.

الخاتمة:

أيها المسلمون: إن الزكاة عبادة عظيمة ومال كثير، وقد فرضها الله تعالى على المسلمين تطهيرًا لأموالهم وتنمية لها، كما أنها وسيلة لإعانة الفقراء والمحتاجين ورفع الظلم عنهم، وللزكاة فضل عظيم وثواب كبير عند الله تعالى. لذلك فإنني أدعوكم إلى الإكثار من إخراج الزكاة، فإن الزكاة تجلب البركة في الرزق وتكفر الخطايا والسيئات، كما أنها تساهم في تحقيق التكافل الاجتماعي والقضاء على الفقر والبطالة ونشر العدل والإنصاف. فادفعوا زكاتكم كاملة، ولا تبخلوا بها، فإن الله يبارك في أموالكم ويزيدكم من فضله.

أضف تعليق