دعاء المبتلى

دعاء المبتلى

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن الابتلاء من سنن الله تعالى في هذه الحياة، فقد قال الله تعالى: “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين” (البقرة: 155). وقد ابتلي الأنبياء والمرسلون والصالحون من عباد الله، فكانوا صابرين محتسبين، يرجون رحمة الله تعالى وثوابه.

1. أنواع الابتلاءات:

الابتلاءات أنواع كثيرة، منها:

– الابتلاء بالمرض: وهو من أشد الابتلاءات، وقد ابتلى به كثير من الأنبياء والمرسلين، مثل النبي أيوب عليه السلام، الذي ابتلي بالمرض لمدة طويلة، ولكنه صبر واحتسب، وقال: “إن الله أمرني أن أصبر” (الأحقاف: 33).

– الابتلاء بالفقر: وهو من الابتلاءات التي تصيب الكثير من الناس، وقد ابتلي به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن كان صابرا محتسبا، ولم يشكُ إلى الله تعالى، بل قال: “ما أقلت الغبراء من نبي إلا وقد رعى الغنم” (البخاري).

– الابتلاء بالمصائب: وهي من الابتلاءات التي تصيب الناس، مثل موت الأحباب، وفقدان الأموال، ونحو ذلك، وقد ابتلي بها النبي يعقوب عليه السلام، عندما فقد ابنه يوسف، ولكن صبر واحتسب، وقال: “يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون” (يوسف: 87).

2. أسباب الابتلاءات:

هناك أسباب كثيرة للابتلاءات، منها:

– تكفير السيئات: فقد قال الله تعالى: “ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك” (النساء: 79). وقد يكون الابتلاء تكفيرا لسيئات العبد، حتى يدخل الجنة نقيا من الذنوب.

– امتحان العباد: فقد قال الله تعالى: “إنا جعلناكم خلائف في الأرض لننظر كيف تعملون” (الأنعام: 165). وقد يكون الابتلاء امتحانا لعباد الله، ليعلم صبرهم واحتسابهم، ولينالوا الأجر والثواب من الله تعالى.

– رفع الدرجات: فقد قال الله تعالى: “ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم” (محمد: 31). وقد يكون الابتلاء رفعا لدرجات العباد في الجنة، فكلما زاد الابتلاء زادت الدرجات.

3. حكم الابتلاءات:

حكم الابتلاءات يختلف باختلاف الأشخاص، فقد يكون الابتلاء خيرا للبعض وشرًا للبعض الآخر. فبالنسبة للمؤمنين الصابرين، فإن الابتلاءات خير لهم، لأنها تكفر سيئاتهم، وترفع درجاتهم في الجنة، وتزيدهم إيمانًا وتقوى. أما بالنسبة للكافرين والمنافقين، فإن الابتلاءات شر لهم، لأنها تزيدهم كفرا ونفاقا، وتبعدهم عن رحمة الله تعالى.

4. كيف نواجه الابتلاءات؟

هناك عدة طرق لمواجهة الابتلاءات، منها:

– الصبر: وهو من أهم الأمور التي يجب أن يتحلى بها العبد عند ابتلائه، فقد قال الله تعالى: “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون” (البقرة: 156). ويجب أن يكون الصبر لله تعالى، لا للناس، وأن يكون الصبر حتى يفرج الله تعالى الكرب عن العبد.

– الاحتساب: وهو أن يحتسب العبد أجره وثوابه عند الله تعالى، فقد قال الله تعالى: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” (الزمر: 10). ويجب أن يكون الاحتساب لله تعالى، لا للناس، وأن يكون الاحتساب حتى يفرج الله تعالى الكرب عن العبد.

– الدعاء: وهو من أهم الأمور التي يجب أن يلجأ إليها العبد عند ابتلائه، فقد قال الله تعالى: “ادعوني أستجب لكم” (غافر: 60). ويجب أن يكون الدعاء خالصا لله تعالى، لا للناس، وأن يكون الدعاء حتى يفرج الله تعالى الكرب عن العبد.

5. أدعية الابتلاء:

هناك العديد من الأدعية التي يمكن أن يدعو بها العبد عند ابتلائه، منها:

– “اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك ألا أغتال من تحتي” (أخرجه الترمذي).

– “اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي” (أخرجه ابن ماجه).

– “اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والموت، والفقر، وأعوذ بك من عذاب النار، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات” (أخرجه البخاري).

6. قصص من الابتلاء:

هناك العديد من القصص التي يمكن أن نتعظ بها من الابتلاءات، منها:

7. الخاتمة:

الابتلاءات من سنن الله تعالى في هذه الحياة، وقد ابتلي بها الأنبياء والمرسلون والصالحون من عباد الله، فكانوا صابرين محتسبين، يرجون رحمة الله تعالى وثوابه. ويجب على العبد عند ابتلائه أن يتحلى بالصبر والاحتساب والدعاء، وأن يدعو الله تعالى أن يفرج عنه كربه، وأن يجعل الابتلاء خيرا له في الدنيا والآخرة.

أضف تعليق