خطبة عن ابتلاء المؤمن

خطبة عن ابتلاء المؤمن

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين”، والابتلاء سنة من سنن الله تعالى في خلقه، ولا يسلم منه أحد، فالمؤمن مبتلى، والكافر مبتلى، والغني مبتلى، والفقير مبتلى، والرجل مبتلى، والمرأة مبتلاة، وكل إنسان مبتلى بما يناسبه.

أنواع الابتلاء:

1. الابتلاء بالخوف: والخوف قد يكون من الموت، أو من المرض، أو من الفقر، أو من الظلم، أو من أي شيء آخر مما يخافه الإنسان.

2. الابتلاء بالجوع: والجوع قد يكون حقيقياً، وقد يكون مجازياً، فالحقيقي هو انعدام الطعام والشراب، والمجازي هو انعدام العلم والمعرفة.

3. الابتلاء بنقص الأموال: ونقص الأموال قد يكون بسبب السرقة، أو الحريق، أو الفيضان، أو الزلزال، أو أي سبب آخر يؤدي إلى نقص المال.

4. الابتلاء بنقص الأنفس: ونقص الأنفس قد يكون بسبب الموت، أو المرض، أو الحوادث، أو أي سبب آخر يؤدي إلى نقص عدد أفراد الأسرة.

5. الابتلاء بنقص الثمرات: ونقص الثمرات قد يكون بسبب الجفاف، أو الآفات الزراعية، أو أي سبب آخر يؤدي إلى نقص المحاصيل الزراعية.

6. الابتلاء بالظلم: والظلم قد يكون من الحكام، أو من الأقارب، أو من الأصدقاء، أو من أي شخص آخر يظلم الإنسان.

7. الابتلاء بالمرض: والمرض قد يكون جسدياً، أو نفسياً، أو كليهما معاً.

أسباب الابتلاء:

1. تكفير السيئات: فالمؤمن إذا ابتلي بشيء من الابتلاءات، فإن الله تعالى يكفر بها سيئاته، ويرفع درجاته في الجنة.

2. رفع الدرجات: فالمؤمن إذا صبر على الابتلاء ورضي بقضاء الله، فإن الله تعالى يرفع درجاته في الجنة، ويثيبه على صبره.

3. اختبار الإيمان: فالمؤمن إذا ابتلي بشيء من الابتلاءات، فإن الله تعالى يختبر إيمانه، وينظر هل هو ثابت على إيمانه أم أنه يرتد عنه.

4. تنبيه الغافلين: فالمؤمن إذا ابتلي بشيء من الابتلاءات، فإنه يتنبه من غفلته، ويعود إلى الله تعالى، ويتوب إليه من ذنوبه.

5. تمحيص المؤمنين: فالمؤمن إذا ابتلي بشيء من الابتلاءات، فإن الله تعالى يميزه عن المنافقين، ويظهر إيمانه الصادق.

صبر المؤمن على الابتلاء:

1. المؤمن يصبر على الابتلاء لأنه يعلم أن الله تعالى هو الذي ابتلاه، وأن الابتلاء سنة من سننه في خلقه.

2. المؤمن يصبر على الابتلاء لأنه يعلم أن الابتلاء فيه خير له، وأن الله تعالى لا يبتليه إلا بما فيه صلاحه.

3. المؤمن يصبر على الابتلاء لأنه يعلم أن الصبر على الابتلاء يرفع درجاته في الجنة، ويكفر به سيئاته.

رضا المؤمن بقضاء الله:

1. المؤمن يرضى بقضاء الله تعالى، لأنه يعلم أن الله تعالى هو الحكيم العليم، وأنه لا يفعل شيئاً إلا لحكمة بالغة.

2. المؤمن يرضى بقضاء الله تعالى، لأنه يعلم أن الابتلاء فيه خير له، وأن الله تعالى لا يبتليه إلا بما فيه صلاحه.

3. المؤمن يرضى بقضاء الله تعالى، لأنه يعلم أن الصبر على الابتلاء يرفع درجاته في الجنة، ويكفر به سيئاته.

ثناء الله تعالى على الصابرين:

1. أثنى الله تعالى على الصابرين في كتابه العزيز، فقال تعالى: “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون”.

2. كما أثنى الله تعالى على الصابرين في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: “الصبر نصف الإيمان”.

3. وأخبر الله تعالى أن الصابرين لهم أجر عظيم، فقال تعالى: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”.

الخاتمة:

أيها المؤمنون، إن الابتلاء سنة من سنن الله تعالى في خلقه، ولا يسلم منه أحد، فالمؤمن مبتلى، والكافر مبتلى، والغني مبتلى، والفقير مبتلى، والرجل مبتلى، والمرأة مبتلاة، وكل إنسان مبتلى بما يناسبه. فاصبروا على الابتلاء، وارضوا بقضاء الله تعالى، وثقوا بأن الله تعالى لا يبتليكم إلا بما فيه خير لكم، وأن الصبر على الابتلاء يرفع درجاتكم في الجنة، ويكفر به سيئاتكم.

أضف تعليق