No images found for دعاء انس بن مالك عندما دخل على الحجاج
المقدمة:
في صفحات التاريخ الإسلامي، تتلألأ أسماء العديد من الشخصيات العظيمة الذين تركوا بصمات لا تُمحى على مسيرة الإسلام والمسلمين. من بين هؤلاء أنس بن مالك رضي الله عنه، الصحابي الجليل الذي لازمه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأكثر من عشر سنوات، وكان شاهداً على أحداث عظيمة ومواقف خالدة. وقد اشتهر أنس بن مالك بمواقفه الشجاعة وحكمته الثاقبة، وكان خير مثال على العدل والإنصاف. وقد تجسدت هذه الصفات بصورة واضحة في موقفه الشهير عندما دخل على الحجاج بن يوسف الثقفي، الوالي الأموي الذي عُرف ببطشه وقسوته.
1. أنس بن مالك: صحابي جليل وراوية أمين:
وُلد أنس بن مالك في مكة المكرمة عام 612 ميلادية، وتربى في كنف قبيلة الخزرج.
أسلم مبكراً وعمره لا يتجاوز عشر سنوات، وكان أحد الأطفال السبعة الذين أسلموا قبل الهجرة.
لازمه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم طوال فترة المدينة المنورة، حتى وفاته صلى الله عليه وسلم.
2. شجاعة أنس بن مالك وقوة إيمانه:
كان أنس بن مالك من أشد الصحابة شجاعة وإقداماً، وقد شارك في العديد من الغزوات والمعارك.
اشتهر بموقفه الشجاع في معركة أحد، حيث ظل صامداً إلى جانب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حتى نهاية المعركة.
لم يتوانَ عن قول الحق حتى في المواقف الصعبة، وكان من الذين شهدوا وأد البنات في الجاهلية.
3. أنس بن مالك والحجاج بن يوسف الثقفي:
الحجاج بن يوسف الثقفي كان والياً أموياً عُرف بقوته وبطشه وقسوته.
حاول الحجاج إجبار أنس بن مالك على لعن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لكن أنس رفض بشدة.
أمر الحجاج بسجنه وتعذيبه، لكن أنس لم يرضخ لإرادته وتمسك بموقفه.
4. الدعاء المشهور لأنس بن مالك:
في أثناء سجنه، دعا أنس بن مالك الله تعالى أن يكشفه عن الحجاج.
استجاب الله دعاءه، وأرسل إليه جبريل عليه السلام على هيئة طائر.
حرر جبريل أنساً من سجنه وأخذه إلى الشام، حيث كان الحجاج يقيم.
5. دخول أنس بن مالك على الحجاج:
دخل أنس بن مالك على الحجاج وهو جالس في مجلسه.
خاطبه أنس بن مالك وقال: “يا حجاج، اتق الله وأخاف الله في عباد الله”.
وبّخه أنس بن مالك على ظلمه وجبروته، وأمره بالكف عن إيذاء الناس.
6. ردة فعل الحجاج وإطلاق سراح أنس بن مالك:
أُصيب الحجاج بالدهشة والذهول من شجاعة أنس بن مالك وثباته على الحق.
أدرك الحجاج أنه ارتكب خطأً فادحاً بسجن وتعذيب أنس بن مالك.
أمر الحجاج بإطلاق سراح أنس بن مالك واعتذار له عما بدر منه.
7. الخاتمة:
كان موقف أنس بن مالك أمام الحجاج هو تجسيد حقيقي للشجاعة والعدل والإنصاف. لقد كان أنس بن مالك نموذجاً رائعاً للصحابي المؤمن الذي لا يخشى في الله لومة لائم، والذي يقف في وجه الظلم والطغيان. لقد ترك أنس بن مالك لنا جميعاً درساً عظيماً في الشجاعة والعدل، وهو درس يجب أن نتعلمه ونطبقه في حياتنا.