دعاء أنس بن مالك مع الحجاج
مقدمة
أنَسُ بنُ مالِكٍ بنِ النَّضْرِ الخَزْرَجِيُّ الأنصَارِيُّ، أَبُو حَمْزَةَ، خَادِمُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبُهُ، وَرَاوِيُ حَدِيثِهِ، مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ، وأحدُ “الأربعة الذين لا يسألون عن شيءٍ من أمرهم”، اشتهر بكنيته التي لقب بها وهو صغير، وفي هذا المقال سنتحدث عن قصة دعائه مع الحجاج بن يوسف.
قصة الدعاء
حجَّ أنسُ بنُ مالِكٍ في بعض السنين، فلما كان بمنىً، أتاه الحجاج فقال: ما جاء بك يا أنس؟
قال: جئتُ حاجًّا يا أمير المؤمنين.
فقال الحجاج: ما منعك أن تعين أمير المؤمنين على عدوه عبد الله بن الزبير؟
قال أنس: إن أمير المؤمنين أعلم بنفسه، إن رأى أني أعينه على عدوه أعانني.
فغضب الحجاج وقال: لأقتلنك يا أنس، لولا أنك شيخ كبير.
قال أنس: والله ما كنتُ أصغر سناً حين أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقاتل معه، وما كنتُ أفر من القتال.
قال الحجاج: أفتراني لا أقتلك؟
قال أنس: إنك مهما تقتلني فإنك لا تميتني، وإنما تميت نفسك.
فقال الحجاج: عليَّ اللَّعنة إن لم اقتلك، ثم أمر به فضرب عنقه.
موقف أنس بن مالك
كان موقف أنس بن مالك موقفاً بطولياً، فقد رفض أن ينصاع لأوامر الحجاج، وأصر على أنه لن يحارب عبد الله بن الزبير، على الرغم من أنه كان يعلم أن الحجاج سيقتله. إلا أنه رفض ان يتنازل عن قناعاته حتى لو كلفه ذلك حياته.
ردود الفعل على مقتل أنس بن مالك
أثار مقتل أنس بن مالك غضب الكثير من المسلمين، الذين اعتبروا أنه ظلم كبير، وأن الحجاج قد تجاوز حدوده بقتله رجلاً بريئاً لم يفعل شيئاً يستحق عليه القتل. وقد توالت ردود الفعل الغاضبة على مقتل أنس بن مالك من قبل المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
عاقبة الحجاج بن يوسف
لم يمضِ وقت طويل بعد مقتل أنس بن مالك حتى لقي الحجاج بن يوسف حتفه، وذلك في عام 95 هـ، بعد أن حكم العراق لمدة عشرين عامًا. وقد كانت وفاته بمثابة عقاب إلهي له على جرائمه، وعلى الظلم الذي مارسه بحق المسلمين.
دروس وعبر من قصة أنس بن مالك
هناك العديد من الدروس والعبر التي يمكن تعلمها من قصة أنس بن مالك، من أهمها:
التمسك بالحق والعدل، حتى لو كان ذلك يعني التضحية بالنفس.
عدم الخوف من الظالمين، وعدم الانصياع لأوامرهم.
الثقة في أن الله ينتقم للمظلومين، وأن الظالمين لن يفلتوا من عقاب الله.
الخاتمة
قصة أنس بن مالك مع الحجاج هي قصة بطولية تروي لنا موقف رجل صالح رفض أن ينصاع للظلم، ودافع عن قناعاته حتى الموت. وهي قصة فيها الكثير من الدروس والعبر التي يمكن تعلمها، والتي يجب أن نذكرها ونستفيد منها.