رفع عن امتي النائم حتى يستيقظ

رفع عن امتي النائم حتى يستيقظ

العنوان: رفع عن أمتي النائم حتى يستيقظ

المقدمة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،،،

فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : “رُفِعَ عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه”، وهذا الحديث من الأحاديث النبوية الشريفة التي لها مدلول عظيم على رحمة الله تعالى بعباده ورأفته بهم، كما أن فيه دلالة واضحة على سماحته، ويسره في التشريع، وإزالة الحرج والمشقة عن المكلفين، إذ إن الخطأ والنسيان والإكراه من الأمور التي لا دخل للإنسان فيها، وهو لا يُحاسب عليها، فهي معفو عنها، ولا تثريب عليه فيها.

أولاً: معنى رفع الخطأ:

1. الخطأ هو فعل الشيء من غير قصد أو إدراك، وهو ضد الصواب.

2. ورفع الخطأ معناه أن الله تعالى لا يُحاسب العبد على ما فعله من خطأ أو سهو، ولا يعاقبه عليه.

3. وهذا من رحمة الله تعالى بعباده، لأنه يعلم أنهم بشر وأنهم معرضون للخطأ والنسيان.

ثانيًا: معنى رفع النسيان:

1. النسيان هو زوال الشيء من الذهن، وهو ضد الذكر.

2. ورفع النسيان معناه أن الله تعالى لا يُحاسب العبد على ما نسيه من واجبات أو تكاليف شرعية.

3. وهذا أيضاً من رحمة الله تعالى بعباده، لأنه يعلم أنهم معرضون للنسيان وأنهم قد ينسون بعض الأشياء.

ثالثًا: معنى رفع الإكراه:

1. الإكراه هو إجبار الإنسان على فعل شيء لا يريد فعله.

2. ورفع الإكراه معناه أن الله تعالى لا يُحاسب العبد على ما فعله تحت الإكراه، ولا يعاقبه عليه.

3. وهذا من عدل الله تعالى، لأنه لا يُكلِّف العبد بما لا يطيق، ولا يُحاسبه على ما ليس له فيه حيلة.

رابعًا: مفهوم الحديث:

1. المفهوم الأول: أن الحديث خاص بالخطأ والنسيان والإكراه فقط.

2. المفهوم الثاني: أن الحديث عام وشامل لكل ما يقع من المسلم من خطأ أو نسيان أو إكراه، سواء كان في العبادات أو في المعاملات أو في أي مجال آخر.

3. المفهوم الثالث: أن الحديث دال على عفو الله تعالى ومغفرته لعباده ورأفته بهم.

خامسًا: حكم رفع الخطأ والنسيان والإكراه:

1. رفع الخطأ والنسيان والإكراه حكم شرعي قطعي الثبوت، متفق عليه بين المسلمين.

2. وقد دلت عليه الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع العلماء.

3. وهو من أحكام الشريعة الإسلامية الثابتة، التي لا يجوز إنكارها أو التشكيك فيها.

سادسًا: الحكمة من رفع الخطأ والنسيان والإكراه:

1. الحكمة الأولى: إزالة الحرج والمشقة عن المكلفين.

2. الحكمة الثانية: تيسير العبادات والطاعات على المسلمين.

3. الحكمة الثالثة: إظهار رحمة الله تعالى بعباده ورأفته بهم.

سابعًا: تطبيقات رفع الخطأ والنسيان والإكراه:

1. إذا صلى المسلم ركعتين من صلاة الظهر سهواً، ثم تذكر بعد ذلك، فإنه يتم صلاته، ولا يعيدها.

2. وإذا نسي المسلم أن يصلي صلاة العصر، ثم تذكرها بعد دخول وقت صلاة المغرب، فإنه يصليها قضاءً، ولا إثم عليه.

3. وإذا أكره المسلم على شرب الخمر، أو على أكل لحم الخنزير، فإنه لا إثم عليه، ولا يعاقبه الله تعالى على ذلك.

الخاتمة:

وفي الختام نسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في دينه، وأن يعصمنا من الخطأ والنسيان والإكراه، وأن يغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، وأن يتقبل منا صالح أعمالنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أضف تعليق