صور الحمد لله على كل حال
المقدمة
الحمد لله على كل حال، هو عبارة عن شكر وثناء على الله عز وجل في جميع الأوقات، سواء كانت سعيدة أم حزينة، وما يتبع ذلك من الثناء على الله عز وجل لكونه المدبر لكل شيء، وهو الذي اختار لكل إنسان ما يناسبه من الرزق والعمر والصحة والمرض، وكل ما يقضيه الله عز وجل لعباده هو خير لهم، وهو الذي يعلم ما لا يعلمون. ولأن الحمد لله على كل حال هو عبادة عظيمة، أمرنا الله بها، فقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
الحمد لله على نعمه الظاهرة:
نعم الله الظاهرة في الكون: وهي النعم التي يمكن للإنسان إدراكها بحواسه الخمس، مثل نعمة الماء والهواء والغذاء والمسكن والمعارف والمهارات والقوى والقدرات التي ميزنا بها الله عز وجل عن غيرنا من المخلوقات، ونعمة الليل والنهار والفصول الأربعة، ونعمة الأهل والأحباب والأصدقاء، ونعمة الصحة والعافية.
نعم الله الظاهرة في الإسلام: وهي النعم التي خص الله عز وجل بها أتباع دينه الإسلامي، مثل نعمة معرفة الله عز وجل ووحدانيته، ونعمة معرفة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وسنته الصالحة، ونعمة معرفة القرآن الكريم وهدايته، ونعمة معرفة الأحكام الشرعية التي تبين للإنسان ما يحل له وما يحرم عليه، ونعمة معرفة الأخلاق والفضائل التي تساعد الإنسان على العيش في سعادة وسلام.
نعم الله الظاهرة في الدنيا والآخرة: وهي النعم التي ينعم بها الإنسان في الدنيا والآخرة، مثل نعمة الإيمان بالله عز وجل، ونعمة الصلاة والزكاة والصيام والحج، ونعمة الإحسان إلى الناس، ونعمة العمل الصالح الذي ينفع الإنسان في الدنيا والآخرة، ونعمة الجنة التي أعدها الله عز وجل لعباده المتقين.
الحمد لله على نعمه الباطنة:
نعم الله الباطنة في القلب: وهي النعم التي تنعم بها النفس البشرية، مثل نعمة الإيمان بالله عز وجل ورسله وكتبه واليوم الآخر، ونعمة التقوى التي تحفظ الإنسان من الوقوع في المحرمات، ونعمة الورع الذي يحفظ الإنسان من الوقوع في الشبهات، ونعمة الصبر الذي يساعد الإنسان على تحمل المصائب والابتلاءات، ونعمة الرضا الذي يجعل الإنسان راضياً بقضاء الله وقدره.
نعم الله الباطنة في العقل: وهي النعم التي تنعم بها العقل البشري، مثل نعمة التفكير والتأمل والتدبر، ونعمة العلم والمعرفة التي تساعد الإنسان على فهم أسرار الكون والحياة، ونعمة الحكمة التي تساعد الإنسان على اتخاذ القرارات الصحيحة، ونعمة البصيرة التي تساعد الإنسان على تمييز الحق من الباطل، ونعمة الإلهام الذي يساعد الإنسان على الوصول إلى الأفكار والابتكارات الجديدة.
نعم الله الباطنة في الروح: وهي النعم التي تنعم بها الروح البشرية، مثل نعمة الحب والرحمة والشفقة التي تجعل الإنسان يتعامل مع الآخرين بحسن خلق وإحسان، ونعمة السكينة والطمأنينة التي تجعل الإنسان يشعر بالراحة والاستقرار، ونعمة السرور والبهجة التي تجعل الإنسان يشعر بالسعادة والفرح، ونعمة الأمل والتفاؤل التي تساعد الإنسان على مواجهة الصعوبات والتحديات.
الحمد لله على منهج الإسلام:
منهج الإسلام منهج الوسطية والتوازن: وهو المنهج الذي دعا إليه الإسلام، والذي يدعو إلى الاعتدال في كل شيء، وعدم الإفراط أو التفريط، والابتعاد عن التطرف والغلو، فالإسلام يدعو إلى التوازن بين العقل والقلب، وبين الروح والجسد، وبين الدنيا والآخرة.
منهج الإسلام منهج الرحمة: وهو المنهج الذي دعا إليه الإسلام، والذي يهدف إلى تحقيق الرحمة بين الناس، وإحلال السلام والوئام في المجتمع، وذلك من خلال الدعوة إلى التسامح والتعاون والتكافل الاجتماعي، والابتعاد عن العنف والظلم والعدوان.
منهج الإسلام منهج العدل: وهو المنهج الذي دعا إليه الإسلام، والذي يدعو إلى العدل بين الناس، وإقامة العدل في المجتمع، وهذا العدل يشمل العدل بين الأفراد والجماعات، والعدل بين الرجال والنساء، والعدل بين الأغنياء والفقراء، والعدل بين المسلمين وغير المسلمين.
الحمد لله على قدره وقضائه:
قدر الله عز وجل هو خير لعباده: لا شك أن القدر الذي يقضيه الله عز وجل لعباده هو خير لهم، وإن كان قد يبدو في بعض الأحيان أنه شر، فالله عز وجل هو الحكيم العليم الذي يعلم ما لا يعلمون، ويعلم ما هو خير لهم في الدنيا والآخرة.
قضاء الله عز وجل لا مرد له: لا يمكن لأحد أن يرد قضاء الله عز وجل، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وعلى العبد أن يرضى بقضاء الله وقدره، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
الرضا بقضاء الله وقدره يفتح أبواب الخير لعباده: عندما يرضى العبد بقضاء الله وقدره، فإن الله عز وجل يفتح له أبواب الخير، وييسر له أموره، ويكفيه همه وغم