صور اللهم انك عفوا

صور اللهم انك عفوا

عنوان المقال: صور اللهم أنك عفوا

مقدمة:

اللهم إنك عفوا تحب العفو فاعف عنا. هذا الدعاء العظيم الذي علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على أن الله سبحانه وتعالى يحب العفو ويغفر الذنوب، وأن العبد المؤمن مطالب بأن يلجأ إلى ربه بالدعاء والاستغفار والتوبة، وأن يطلب منه العفو والمغفرة عن ذنوبه وخطاياه، وأن يكثر من هذا الدعاء في جميع الأحوال والأوقات، فإن الله تعالى يحب أن يسمع من عباده هذا الدعاء العظيم.

أقسام العفو:

– العفو عن الذنوب والخطايا: وهو أسمى أنواع العفو، وهو الذي يمن به الله تعالى على عباده المؤمنين الذين تابوا وأنابوا إليه، فالله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعًا، مهما عظمت وكثرت، ما لم يشرك العبد بالله شيئًا، فإنه لا يغفر أن يشرك به.

– العفو عن العقوبات: وهو أن يعفو الله تعالى عن عباده المؤمنين الذين ارتكبوا الذنوب، فلا يعاقبهم عليها في الدنيا ولا في الآخرة، وهذا العفو من الله تعالى من فضله ورحمته بعباده المؤمنين.

– العفو عن الظالمين: وهو أن يعفو الله تعالى عن الظالمين الذين ظلموا أنفسهم أو ظلموا غيرهم، وقد حثنا الله تعالى على العفو عن الظالمين، فقال تعالى: “وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.

أشكال العفو:

– العفو عن الجاني: وهو أن يعفو المجني عليه عن الجاني الذي ظلمه أو أساء إليه، وقد حثنا الله تعالى على العفو عن الجناة، فقال تعالى: “وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.

– العفو عن الخطأ: وهو أن يعفو الإنسان عن الشخص الذي أخطأ في حقه عن غير عمد أو قصد، وقد حثنا الله تعالى على العفو عن الخطأ، فقال تعالى: “فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”.

– العفو عن الزلة: وهو أن يعفو الإنسان عن الشخص الذي زل لسانه أو فعل خطأً صغيرًا، وقد حثنا الله تعالى على العفو عن الزلة، فقال تعالى: “وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرونَ”.

فضل العفو:

– العفو من صفات الله تعالى: قال الله تعالى: “وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”. وقال تعالى: “وَإِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ”.

– العفو سبب لمغفرة الله تعالى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه أحبكم الله تعالى وأدخل الجنة من عمل به؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: تعفوا عمن ظلمكم، وتعطفوا على من حرمكم، وتصلوا من قطعكم”.

– العفو جلب للمحبة والألفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”.

شروط العفو:

– أن يكون العفو لله تعالى: فلا يعفو الإنسان عن شخص ظلمه أو أساء إليه إلا لله تعالى، لا للدنيا ولا للمال ولا لغير ذلك من الأغراض الدنيوية.

– أن يكون العفو عن حق خاص: فلا يجوز للإنسان أن يعفو عن حق عام، كحق المجتمع أو حق الدولة، فإن العفو عن الحق العام من اختصاص ولي الأمر.

– أن يكون العفو عن حق يمكن العفو عنه: فلا يجوز للإنسان أن يعفو عن حد من حدود الله تعالى، كحد الزنا أو حد السرقة، فإن العفو عن هذه الحدود من اختصاص ولي الأمر.

آثار العفو:

– العفو يجلب محبة الله تعالى: قال الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”.

– العفو يجلب محبة الناس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الناس الذين يسارعون إلى المغفرة عند القدرة على العقوبة”.

– العفو يجلب الخير والسعادة في الدنيا والآخرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ترك القصاص ابتغاء وجه الله لقي الله وهو عنه راض”.

كيفية طلب العفو من الله تعالى:

– التوبة النصوح: وهي التوبة التي تكون عن صدق وإخلاص، بحيث يندم العبد على ذنوبه وخطاياه، ويتركها، ويعزم على عدم العودة إليها مرة أخرى.

– الاستغفار: وهو طلب العفو والمغفرة من الله تعالى، وقد حثنا الله تعالى على الاستغفار، فقال تعالى: “اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ”.

– الدعاء: وهو طلب العبد من ربه أن يغفر له ذنوبه وخطاياه، وقد حثنا الله تعالى على الدعاء، فقال تعالى: “ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”.

خاتمة:

العفو من صفات الله تعالى، ومن صفات المؤمنين، وهو سبب لمغفرة الله تعالى، وجلب محبته ومحبة الناس، وجلب الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، ولطلب العفو من الله تعالى، يجب على العبد أن يتوب توبة نصوحًا، ويستغفر الله تعالى، ويدعوه أن يغفر له ذنوبه وخطاياه.

أضف تعليق