المقدمة
صلاة الله على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ذكرٌ جميلٌ وعبادةٌ عظيمةٌ، وهي من أسباب نيل المغفرة والرحمة والفوز بالجنة، وقد حثنا الله -تعالى- على الصلاة على نبيه محمد في مواضع عديدة من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
فضل الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-
للصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فضائل عظيمة وعد بها الله -تعالى- عباده المؤمنين، منها:
تكفير السيئات: فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من صلى علي مرة صلى الله عليه عشر مرات”.
رفع الدرجات: فقد روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرًا، ومن صلى علي عشرًا صلى الله عليه مائة، ومن صلى علي مائة صلى الله عليه ألفًا”.
الاستجابة للدعاء: فقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من صلى علي عند قبري سمعه الله ورد عليه السلام، ومن صلى علي من بعيد بلغته صلاتي”.
دخول الجنة: فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من صلى علي عند منبره غفر له ذنوبه، ومن صلى علي عند قبره دخل الجنة بغير حساب”.
صور الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-
الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لها صور متعددة، منها:
الصلاة اللفظية: وهي أن يقول المسلم “اللهم صل وسلم على سيدنا محمد”، أو “اللهم صل على محمد”، أو “صلى الله على محمد”، أو غير ذلك من الصيغ الواردة في السنة النبوية.
الصلاة القلبية: وهي أن يتذكر المسلم النبي -صلى الله عليه وسلم- في قلبه ويحبّه ويوقّره ويكرمه.
الصلاة الجسدية: وهي أن يقوم المسلم ببعض الحركات الجسدية التي تدل على الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، مثل رفع اليدين أو الانحناء أو الركوع أو السجود.
الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في الأذكار اليومية
يستحب للمسلم أن يكثر من الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في أذكاره اليومية، ومن الأوقات المستحبة للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يلي:
بعد الأذان: يستحب للمسلم أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الأذان مباشرة.
بعد الصلوات المفروضة: يستحب للمسلم أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد كل صلاة مفروضة.
عند دخول المسجد والخروج منه: يستحب للمسلم أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- عند دخوله المسجد وعند خروجه منه.
عند زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: يستحب للمسلم أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- عند زيارته لقبره الشريف.
عند الشدائد والمحن: يستحب للمسلم أن يكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الشدائد والمحن.
الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في الأدعية
يستحب للمسلم أن يكثر من الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في أدعيته، ومن الأدعية التي ورد فيها الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-:
دعاء الاستفتاح: يستحب للمسلم أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعاء الاستفتاح الذي يقوله في بداية الصلاة.
دعاء القنوت: يستحب للمسلم أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعاء القنوت الذي يدعو به في آخر الركعة الثانية من صلاة الفجر وصلاة الوتر.
دعاء الختم: يستحب للمسلم أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعاء الختم الذي يقوله في نهاية الصلاة.
دعاء الصباح والمساء: يستحب للمسلم أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعاء الصباح والمساء الذي يدعو به كل يوم.
الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في الخطب والمواعظ
يستحب للخطيب أو المواعظ أن يكثر من الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في خطبته أو موعظته، ومن الآداب التي يجب أن يراعيها الخطيب أو المواعظ عند الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يلي:
أن يكون صوته مرتفعًا وواضحًا حتى يسمعه جميع الحاضرين.
أن يكون صوته عذبًا ولينًا حتى لا ينفر الناس منه.
أن يتأدب في صلاته على النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يزيد فيها ولا ينقص.
الخاتمة
الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ذكرٌ جميلٌ وعبادةٌ عظيمةٌ، وهي من أسباب نيل المغفرة والرحمة والفوز بالجنة، وقد حثنا الله -تعالى- على الصلاة على نبيه محمد في مواضع عديدة من القرآن الكريم، وللصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فضائل عظيمة وعد بها الله -تعالى- عباده المؤمنين، ولها صور متعددة، ومن الصور المستحبة للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- الصلاة اللفظية والصلاة القلبية والصلاة الجسدية، ويستحب للمسلم أن يكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في أذكاره اليومية وفي أدعيته وفي الخطب والمواعظ.