كلمات عن الحمد والشكر لله

كلمات عن الحمد والشكر لله

المقدمة

الحمد والشكر لله، هو أسمى مراتب العبودية وأجلّ مقامات القربة، فالحمد لله هو الاعتراف بفضله تعالى وإنعامه، والشكر لله هو الثناء عليه تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة، وقد حثنا الله تعالى في القرآن الكريم على حمده وشكره، فقال جل جلاله: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْعَمْنَا عَلَيْهِمْ قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَتْمَنَّ عَلَيْنَا إِنَّا لَهُ مُسْلِمُونَ) (النمل: 40)، وقال تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (الضحى: 11).

فضل الحمد والشكر لله

إن للحمد والشكر لله فضائل عظيمة وثمرات جليلة، منها:

– زيادة النعم وتكثيرها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من شكر الله زاده الله” (رواه أحمد وابن ماجه).

– دفع النقم والبلاء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من شكر النعمة زادت ومن كفرها نقصت ومن صبر على البلاء أعقبه الله عافية” (رواه الترمذي).

– محبة الله تعالى للمحمودين والشاکرين له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الناس إلى الله تعالى أشكرهم” (رواه الطبراني).

– عون الله تعالى للمحمودين والشاکرين له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حمد الله حفظه الله” (رواه أحمد).

– دخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن من أهل النار من لو أوتي مثل أحد ذهباً ما أدى منه حق الله جلوعليه وإن من أهل الجنة من لو أوتي مثل أحد ترابًا لأدى منه حق الله جلوعليه” (رواه ابن ماجه).

دلائل الحمد والشكر لله

إن دلائل الحمد والشكر لله تعالى كثيرة ومتنوعة، منها:

– خلق الله تعالى للكون والإنسان: قال الله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ) (الأنعام: 1)، وقال تعالى: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) (الانفطار: 8-9).

– إنعام الله تعالى على الإنسان بالنعم الظاهرة والباطنة: قال الله تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرةً وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) (المؤمنون: 21)، وقال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَعِيمٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ) (ق: 9).

– هداية الله تعالى للإنسان إلى الإسلام: قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء: 107)، وقال تعالى: (وَاتَّبَعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) (الزمر: 55).

صور الحمد والشكر لله

إن صور الحمد والشكر لله تعالى كثيرة ومتنوعة، منها:

– الثناء على الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى: قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (الأعراف: 180).

– الدعاء إلى الله تعالى وتوحيده: قال الله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) (الجن: 18).

– طاعة الله تعالى وامتثال أمره: قال الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) (الحشر: 7).

– محبة الله تعالى وطاعته: قال الله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) (آل عمران: 31).

– نشر الخير في الأرض والسعي في إصلاحها: قال الله تعالى: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) (لقمان: 17).

الحمد والشكر لله في الكتاب والسنة

ورد في الكتاب والسنة الكثير من الآيات والأحاديث التي تحث على الحمد والشكر لله تعالى، منها:

– قال الله تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) (المائدة: 7).

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحمد الله حق حمده إلا من حمد الله على نعمة لم يكن له أهل” (رواه أحمد وابن ماجه).

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تشكروا الناس وتكفروا الله عز وجل فإن من شكر الناس فقد شكر الله عز وجل ومن كفر الناس فقد كفر الله عز وجل” (رواه أحمد وابن ماجه).

آداب الحمد والشكر لله

هناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند الحمد والشكر لله تعالى، منها:

– الإخلاص لله تعالى وتوحيده: قال الله تعالى: (فَاعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) (الزمر: 2).

– المبالغة في الحمد والشكر لله تعالى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أكثروا من قول لا إله إلا الله فإنها حجاب من النار” (رواه أحمد).

– الاعتراف بفضل الله تعالى وإنعامه: قال الله تعالى: (وَمَنْ يُنْكِرُ حُسْنَ صُنْعِ اللَّهِ) (النحل: 83).

– استعمال النعم في طاعة الله تعالى: قال الله تعالى: (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) (إبراهيم: 34).

– الدعاء إلى الله تعالى بالزيادة في النعم: قال الله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) (طه: 114).

خاتمة

في ختام هذا المقال، ندعو الله تعالى أن يرزقنا الحمد والشكر له على نعمه الظاهرة والباطنة، وأن يجعلنا من الشاكرين الحامدين، وأن يجعلنا

أضف تعليق