كيف يغفر الله الذنوب الزنا
مقدمة
الزنا هو أحد كبائر الذنوب في الإسلام، وهو محرم بنص القرآن الكريم والسنة النبوية. وقد وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحذر من الزنا وتوعظ مرتكبيه، منها قوله تعالى: “ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا” (الإسراء: 32). كما وردت في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تحذر من الزنا وتلعن مرتكبيه، منها قوله عليه الصلاة والسلام: “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف وهو مؤمن، ولا ينتقص الميزان وهو مؤمن” (متفق عليه).
التوبة من الزنا
إذا أصاب المسلم الزنا فإنه يجب عليه التوبة إلى الله تعالى، والتوبة هي الرجوع عن الذنب والإقلاع عنه والندم عليه والعزم على عدم العودة إليه. وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم خطوات التوبة فقال: “وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون” (النور: 31). والتوبة من الزنا واجبة على من أصابها، ولا يجوز له الاستمرار في ذنبه، وإذا تاب إلى الله تعالى فإن الله يغفر له ذنبه ويستر عليه، قال تعالى: “وإنه هو الغفور الرحيم” (البقرة: 173).
شروط التوبة من الزنا
يشترط للتوبة من الزنا عدة شروط، منها:
الإقلاع عن الزنا والتوبة النصوح، وذلك بأن يترك الزاني الزنا ويصمم على عدم العودة إليه أبدًا.
الندم على ما فات من الزنا، وذلك بأن يشعر الزاني بالحزن والأسف على ما فعله من ذنب ويستغفر الله تعالى ويطلب منه المغفرة.
العزم على عدم العودة إلى الزنا أبدًا، وذلك بأن يتخذ الزاني قرارًا حازمًا بأن لا يعود إلى الزنا أبدًا وأن يتجنب كل ما قد يؤدي به إلى الزنا.
إذا كان الزنا قد وقع مع شخص محصن، أي متزوج، فعليه أن يحد به، وذلك بأن يرجم حتى الموت إذا كان محصنًا، وإذا كان غير محصن فيجلد مائة جلدة وينفى من وطنه لمدة عام.
أسباب مغفرة الله تعالى للزنا
هناك العديد من الأسباب التي قد تدعو الله تعالى إلى مغفرة الزنا، منها:
توبة الزاني النصوح، وذلك بأن يقلع عن الزنا ويصمم على عدم العودة إليه أبدًا ويندم على ما فات منه ويستغفر الله تعالى ويطلب منه المغفرة.
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء والصالحين، وذلك بأن يتشفعوا للزاني عند الله تعالى ويطلبوا منه المغفرة له.
فضل الله تعالى وكرمه، وذلك بأن يغفر الله تعالى للزاني من فضله وكرمه دون أن ينتظر منه شيئًا.
آثار مغفرة الله تعالى للزنا
إذا غفر الله تعالى للزاني فإن ذلك له العديد من الآثار الإيجابية، منها:
مغفرة الذنب وستر العورة، وذلك بأن يستر الله تعالى على الزاني ولا يفضحه أمام الناس ويغفر له ذنبه.
الفوز بالجنة، وذلك بأن يدخل الزاني الجنة وينعم فيها مع الصالحين.
النجاة من النار، وذلك بأن ينقذ الله تعالى الزاني من النار ويخلصه من عذابها.
الخاتمة
الزنا من كبائر الذنوب، وهو محرم بنص القرآن الكريم والسنة النبوية. وإذا أصاب المسلم الزنا فإنه يجب عليه التوبة إلى الله تعالى والتوبة النصوح، وذلك بأن يقلع عن الزنا ويصمم على عدم العودة إليه أبدًا ويندم على ما فات منه ويستغفر الله تعالى ويطلب منه المغفرة. وإذا تاب إلى الله تعالى فإن الله يغفر له ذنبه ويستر عليه ويفوز بالجنة وينجو من النار.