لمن تجب الزكاة

لمن تجب الزكاة

لمن تجب الزكاة

مقدمة

الزكاة في الإسلام هي فريضة مالية وقربة إلى الله تعالى، والزكاة في الشرع هي قدر معلوم من المال يؤخذ من مال معين على وجه مخصوص، وتعتبر الزكاة إحدى أركان الإسلام الخمسة، وقد شرعها الله تعالى لتطهير النفوس وتنمية الأموال وتكافل المسلمين. وتجرى الزكاة على النقدين (الذهب والفضة) وعروض التجارة والأنعام والمواشي والزروع والثمار.

مصارف الزكاة

1. الفقراء والمساكين

الفقراء والمساكين هم أولى الناس بالزكاة، وهم الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال لقضاء حاجاتهم الأساسية.

يُكفر الله عن أهل الزكاة ويزكيها لهم كما قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103].

ينبغي على أهل الزكاة أن يتحرى الفقراء والمساكين لإعطائهم الزكاة، ويجب عليهم أن لا يردوا سائلا طالما أنهم قادرين على إعطائه.

2. العاملين عليها

العاملين عليها هم الذين يتولون جمع الزكاة وتوزيعها على مستحقيها.

أُجْر العاملين على الزكاة من الزكاة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَوْ جِئْتُمْ بِمِثْلِ أُحُدٍ ذَهَبًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ وَمَا سَرَّنِي أَنْ أُخَلِّفَ مِنْهُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ”.

يرشح الحاكم في كل ولاية عاملا أمينا على الزكاة، يجمعها من الأغنياء ويوزعها على الفقراء والمساكين.

3. الغارمين

الغارمين هم الذين عليهم ديون ولا يستطيعون سدادها.

يشرع إخراج الزكاة للغارمين إذا كانوا غير قادرين على سداد ديونهم، وقد أخرجها النبي عليه الصلاة والسلام لأبي سفيان بن الحارث.

جائز أن يعطي الغارم الزكاة لنفسه إذا كان فقيرا، وذلك لأن الغارم نوع من الفقراء، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فإن كان غارما فاقضوا عنه، فإن كان فقيرا فتصدقوا عليه، ولا تحل الصدقة لغني إلا لذي حسب أو لذي مجهدة”.

4. في الرقاب

الرقاب هم العبيد الذين لا يستطيعون شراء حريتهم.

مخرج الزكاة إذا اشترى رقبة مملوك فأعتقه، حق له أن يأخذ ثمنه من بيت المال.

يجوز إعطاء الزكاة للمكاتب وهو العبد الذي كاتبه سيده على مبلغ معين يؤديه إليه فيشتري به حريته.

5. ابن السبيل

ابن السبيل هو المسافر الذي لا يملك ما يكفيه من المال لإكمال سفره.

إعطاء الزكاة لابن السبيل واجب على الأغنياء، وقد قال تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} [الروم: 38].

يجوز إعطاء الزكاة للأقارب غير المحتاجين إذا كانوا فقراء، ولكن لا يجوز دفعها للأقارب الأغنياء.

6. في سبيل الله

يجوز إعطاء الزكاة في سبيل الله، أي في المصالح العامة التي تعود بالنفع على المسلمين جميعا.

من مصارف الزكاة في سبيل الله بناء المساجد والمستشفيات والمدارس ودور الأيتام.

يجوز صرف الزكاة في تجهيز الجيوش الإسلامية وإعداد العدة لهم.

7. المؤلفة قلوبهم

المؤلفة قلوبهم هم الذين يحتمل إسلامهم، أو هم الذين يكف شرهم عن المسلمين، أو هم الذين ينتظر إسلامهم في المستقبل.

يجوز إعطاء الزكاة للمؤلفة قلوبهم، وقد قال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 60].

يجوز إعطاء الزكاة لغير المسلمين إذا كانوا من المؤلفة قلوبهم أو كانوا فقراء أو مساكين.

الخاتمة

الزكاة فريضة مالية وقربة إلى الله تعالى، وهي أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد شرعها الله تعالى لتطهير النفوس وتنمية الأموال وتكافل المسلمين. وتجرى الزكاة على النقدين (الذهب والفضة) وعروض التجارة والأنعام والمواشي والزروع والثمار. ومصارف الزكاة ثمانية وهي: الفقراء والمساكين، والعاملين عليها، والغارمين، وفي الرقاب، وابن السبيل، وفي سبيل الله، والمؤلفة قلوبهم.

أضف تعليق